مدونة أحمد ولد جدو

 

 

مدونة أحمد ولد جدو
يسقط يسقط حكم العسكر

تمبكتو:فيلم وحلم
9/24/2014 7:07:00 AM

نحلم أحيانا وننساق وراء السراب لتأتي رياح الواقع المثقلة بالهموم وتوقظنا بصفعاتها البائسة وبالأمس كان لي موعد مع تلك الحالة،فقد حاولت تجسيد حلم طالما راودني وهو،دخول فيلم سينمائي موريتاني في دار عرض موريتانية،الأمر تحقق في جانبه الأول،فقد قطعت تذكرة لفيلم تمبكتو الموريتاني ولكن الدار فيها كلام وكلام،المهم، ما إن جلست على المقعد في انتظار العرض حتى جاء وقت تصدير الكهرباء إلى دول الجوار المسكينة وقطعت الكهرباء عن عاصمتنا المسكونة بالايثار وتقديم الاَخرين على نفسها.
انتظرت وعشت حالة من الغضب من الفعل المتخلف والناموس ورجعت لواقعنا الشقي، انتهت المعاناة بعد ساعات وعادت الكهرباء من رحلة التصدير،وبدأ عرض الفيلم،وكان على قدر التوقع بالنسبة لي،فقد سار بي إلى عوالم جميلة من المشاعر الانسانية والصراع بين الحياة والموت،بين الطبيعيين من البشر والمرضى النفسيين،بين الفن والابداع والتخلف،وأكثر ما أعجبني فيه الرمزية السحرية وغياب المباشرة في الطرح ومحاولة مخرجه تقديم صورة بانورمية لحياة الناس في البقعة التي اختار لأحداثه وهي مدينة تمبكتو أثناء سيطرة الجماعات المتطرفة عليها،حيث قام بذلك من دون أن يربكنا بتفاصيل علينا البحث عنها في الأفلام الوثائقية أو الكتب أو التقارير الصحفية،من ضمن المشاهد التي أخذتني،غناء سيدة تتعرض للجلد من قبل الجماعة الإرهابية المتطرفة في الفيلم والطريقة التمثيلية والاخراجية التي ظهر لنا بها المشهد،وكذلك مشهد مباراة شباب المدينة بدون كرة قدم بعد أن حرمت فيها تلك اللعبة من قبل شذاذ الاَفاق المسيطرين على المكان،والرقصة التعبيرية التي أداها أحد أفراد الجماعة المتطرفة بجوار المجنونة الأنيقة في الفيلم،ومحاولة المخرج تقديم لمحة انسانية عن المنخرطين في الجماعات الارهابية وأيضا وجود حالة من الفسيفسائية في الفيلم واظهار الجانب الابداعي لثقافات المنطقة المتعددة،عبر رحلات سريعة مع الموسيقي الجملية التي مازلت أتصور كيف لها أن تخرج من مكان وواقع كالذي يظهر في الفيلم؟ّ!،استمتعت أيضا بأداء الممثلين وقدرتهم الفائقة على التقمص والابداع،وهو أمر لم أستغربه، فمن ضمنهم أصحاب إطلالات عالمية مثل الممثل الفرنسي ذو الأصول العربية أبل جفري الذي شارك سابقا في فيلم اَلام المسيح لميل غيبسون والممثل التونسي هشام يعقوبي،وراقت لي إطلالة الممثل الموريتاني سالم دندو،وكان لإشراف التونسي سفيان الفاني على إدارة تصوير الفيلم دور مهم في ألقه،فالمبدع التونسي سبق وأن أشرف على تصوير الفيلم الفرنسي"حياة أديل"للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش الفائز بالسعفة الذهبية لكان سنة 2013"،باختصار أعجبني الفيلم كمتلقى،وشعرت أنه يتخطى حدود المحلية والمكان ويعالج هما عالميا باسلوب محكم،ويستحق الاشادة والولوج إلى المهرجانات الدولية،وهو ماحدث بالفعل،فسبق و دخل في المسابقة الرسمية لمهرجان كان العريق،أما أهل السينما فلهم قطعا نقدهم فهم بالبطع أعلم مني أنا الشغوف فقط،و يظل الواقع صادما وحقيرا وأشعر بالحنق كلما تذكرت أن مخرج الفيلم هو عبد الرحمن سيساقو،ذلك المبدع الهائم في حالة من التردي تتمثل في كونه إختار أن يصبح مجرد جزء من نظام فاسد يهين الشعب بدل أن يكون مثقفا عضويا يحارب من أجل كرامة شعبه.


لقطات من فلم تمبكتو

 

ملاحظات زائر لاسطنبول
9/7/2014 6:56:00 AM


هناك مدن تملك شخصية فريدة تفرض عليك احترامها بل الكتابة عن حالتها،وهناك مدن شاحبة  تتمنى لو يأتي نيزك ليخلص الكوكب من بشاعتها،وهنا سأتحدث عن الصنف الأول،من خلال مدينة إسطنبول التي زرت قبل أيام.تلك المدينة الضخمة الضاربة في جذور العراقة والتاريخ .
إسطنبول بعيوني
منظر من مضيق البوسفور

لم أزر كل إسطنبول لأن مدة إقامتي لم تزد عن أيام ستة وحتى ولو طالت للشهر فلن أستطيع أن أزور كل أماكنها، فالمدينة أضخم مما تتصور فهي خلاصة لحضارتين وتماس لقارتين،لكني استطعت خلال فترة إقامتى أن أجد الوقت لعيش بعض اللحظات الاسطنبولية،فقد حلقت مع التاريخ من خلال جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق،المسجد ذو الماَذن الستة والصحن الكبير الجذاب الواقع في ميدان السلطان أحمد،ذلك الميدان الرائع الزاخر بعبق الجمال والفن، حيث يضم التحفة المعمارية المسماة أيا صوفيا،التي بدأت عملية البناء فيها عام 532م بأوامر الإمبراطور جستنيان.  فكانت في الأول كاتدرائية قبل أن تحول إلى مسجد بعد دخول الإسلام إلى القسطينية عام 1453لكنها احتفظت بالرسومات الدالة على المسيحية،لتمر دورة الزمن وتحول إلى متحف في عهد أتاتورك سنة 1934، وتعبر اَية صوفيا بشكل جلي عن حالة التلاقح بين الحضارات التي مرت بمدينة اسطنبول.
وليس ببعيد عن عالم العمارة، خضت تجربة مضيق البوسفور،فقد عشت مع أصدقائي حالة رائعة من التوهج والانبساط وذلك أثناء رحلتنا في المضيق، فقد شاهدنا المدينة من زاوية أخرى أكثر جمالاً وديناميكية،وكانت عبارة عن عرض للأيقونات المعمارية العتيقة في المدينة- مثل القصور العثمانية القديمة-في ظل حالة من العوم والغوض في الجمال لم ينغصها سوى محاولة عائلة عربية فرض توجهها على الجميع و رفض بث أي نوع من الموسيقى أثناء الرحلة البحرية.
وأكثر ما أعجبنى في اسطنبول لم يكن العمارة ولا الطبيعية بل حالة الالتحام والحرية الموجودة في شارع الاستقلال وميدان تقسيم،فقد سررت بالأمواج البشرية المتدفقة في الميدان والشارع والزوار الجالسين على مطاعمه ومقاهيه، فهناك تحدث مناغات الجمال والانطلاق وكسر كل الحدود، فلا سقف للمشاعر والتعبير شفاف حد النزاهة وتصادف الفن بكل صوره الرائعة.وقد حضرت لعزف السماء لأنشودة المطر واحتضان الأرض لها بكل ود وحميمية عكس مايحدث في عاصمتنا الشاحبة التي تكره المطر.
حديث التكاسي.
من الصعوبة بمكان أن تجري حوار مفهوم مع سائقي التاكسي في مدينة اسطنبول رغم أنهم يحبون الكلام  والحديث تماما كالمثقفين في الفضائيات العربية،والسبب في صعوبة التواصل هو أن لغتهم واحدة وهو حال أغلب سكان المدينة،لكن رغم ذلك تحدث لحظات من الحديث لا أعرف بأي لغة تتم، لكنها تحدث،وأول سؤال يطرح عليك سائق التكسي بعد معرفته من أي بلد أتيت،هل أنت مسلم؟،وحسب ما استنتجت أن الدول العربية بالنسبة لهم مجرد أنماط، وهي مصر والجزائر والسعودية وأخواتها من دول الخليج  وسوريا وفلسطين ولا يعرفون طبعا شيء عن موريتانيا وبقية الدول،وأغرب ما صادفت في المدينة هو أحد السائقين، حيث سأل صديقي من السودان عن بلده وعندما أجابه،رد عليه قائلاً:"السودان هي داعش، فهي والسعودية وقطر يمولون داعش، وكل السودان إرهابيين"،وأردف قائلاً: أنت ليست لديك مشكلة لكن السودان إرهابية وظل مصرا على ذلك.
العرب باسطنبول
حالة الشغف بالمدينة والاستمتاع بها تتوقف بشكل مربك حين تصادف بعض الحالات العربية الموجودة بها،فحين تتجول بالميادين وتنظر خلفك أو بجانبك ستجد أحد المواطنين السوريين وهو يمد لك يده طالبا صدقة أو مساعدة بعد أن بطشت بهم يد الطغيان وأجبرتهم على الهجرة بحثا عن ملجئ،حيث تخرج من أي لحظة استمتاع لترجع بسرعة البرق إلى الواقع العربي المخزي،وحين تتجول بشارع الاستقلال ستخرج في الحال من حالة النشوة حين يأتيك أحد المنسقين الإجتماعيين ويعرض عليك بلغة عربية مكسرة"البنات والسهر" ظنا منه بأنك من مواطني إحدى الدول الخليجية الذين تركوا فيما يبدو صورة نمطية سيئة عنهم، وتكون الصدمة أكبر حين تجد أن من بين أولائك المنسقين عربا فضلوا تجارة الجسد ببلاد الغربة.
لكن هناك مايدخل السرور، مثل اكتشاف أن هناك من يتحدث العربية بعد أن ضاقت بك السبل ومللت من سماع كلام غير مفهوم أو أن تصادف محلاً محترما يشرف عليه عربي.فهناك نشاط تجاري عربي ملحوظ في المدينة خاصة من طرف المواطنين السوريين.ويوجد أيضا حضورللقضية الفلسطينية، فقد لاحظت الكتابات الحائطية الداعمة لغزة.
اَيا صوفيا تصرخ:الحرية لغزة

 

النفايات مأزق موريتاني اَخر!
8/15/2014 5:10:00 AM

صورة من مكب النفايات الذي يحتج عليه السكان في قرية تيفريت

إن الحديث عن الأوساخ والنفايات في العاصمة نواكشوط ،حديث ذو شجون،فبينهما قصة أسطورية تفرض نفسها على عيون وأنفاس  و كل حواس  سكان المدينة.
واليوم تكتب أحدث سطور تلك القصة،وتتجاوز حروفها  سكان العاصمة  للقرى المجاورة لها،ففي يوم الأربعاء/30/يوليو خرج سكان تجمع تيفريت القروي، الواقع 25 كلم شرق نواكشوط على طريق الأمل،وذلك من أجل الاحتجاج على قيام المجوعة الحضرية بتفريغ  نفايات العاصمة  بالقرب من قريتهم الوادعة،مما تسبب في أضرار بيئية لقريتهم و بالتالي إزعاجهم ،وقد رفع المتظاهرون لافتات تطالب بالتوقف عن رمي القمامة والنفايات بالقرب من قريتهم، مؤكدين إنها تتسبب في أضرار صحية وبيئية ذات انعكاسات سلبية عليهم. وكان جزائهم هو المقع والتنكيل،حيث قامت قوات الدرك  الموريتاني باعتقال 14 شابا من سكان القرية.
قصة القرية والنفايات أعادت الأذهان إلى  قرار الحكومة الموريتانيى الغاء التعاقد مع شركة شركة PIZZORNO الفرنسية وقيام المجموعة الحضرية بعمل الأخيرة،مما نتج عنه بطالة أكثر من ألف مواطن موريتاني كانت الشركة الفرنسية تتعاقد معهم،في مقابل اعتماد المجموعة الحضرية في مشروعها الجديد على العمال بالأجرة اليومية الذين لا حقوق قانونية لهم،وكانت شركة PIZZORNO قد دخلت في تجاذبات سابقة مع الحكومة الموريتانية بعد تعنت الأخيرة في دفع مستحاقات الشركة،وقد بدأت الشركة المذكورة  تسيير النفايات المنزلية الصلبة وما شابهها في مدينة نواكشوط بعد توقيعها اتفاقية مع الحكومة الموريتانية وذلك في شهر مارس من سنة 2007 ولمدة عشرة سنوات قابلة للتجديد ،وبلغت تكلفة هذا الاتفاق 1.12 مليار أوقية.
بعد فسخ العقد بدأت أزمة الأوساخ في العاصمة نواكشوط تظهر وتطفو أكثر على السطح وتثير استياء المواطنين،ففرق التنظيف التي تعمل لصالح المجموعة الحضرية تفتقر لأبسط الخبرات في تجميع النفايات وتأمينها بشكل صحي لا يضر المواطنين وحتى أن عددهم غير كافي لتغطية نواكشوط،،وقضة قرية تيفريت ليست سوى تجلي من تجليات عدم احترافية عناصر المجموعة الحضرية،حيث يقومون برمي النفايات السامة بشكل عشوائي في مكب في الهواء الطلق قرب القرية من دون اتباع أي من أجراءت السلامة،وكانت  الشركة الفرنسية قد أغلقت معملاً لمعالجة النفايات يقع بقرب القرية كانت تستخدمه للحد من خطورة تجميع كميات كبيرة منها،ومن خلال مشاهداتي البسيطة في العاصمة،لاحظت أن شحانات المجموعة الحضرية مفتوحة وغير مؤمنة و تتساقط منها النفايات على الطرقات في مشهد عبثي يبعث على الغثيان والاشمئزاز ذكرني بطريقة تجمع أطفال العربات للنفايات.ومن أخطر مظاهر التسيب الملاحظ في قضية التعامل مع النفايات هي قصة رمي نفايات مستشفى الانكلوجيا في الشارع  الموازي له و طريقة التعامل البدائي معها من قبل عناصر المجموعة الحضرية وهو مايظهر استهتاراً بأرواح المواطنين.
هنا لا أدافع عن الشركة الفرنسية فهي أيضا لها سلبيات ولم تكن تغطي كل العاصمة-مثلا لم أجدها يوما في الحي الذي أسكن- ولم تقضى على أزمة الأوساخ رغم الفترة التي قضت في الاشراف على العملية،لكنها لا تقارن بارتجالية المجموعة الحضرية واستهتارها بأرواح المواطنين الذين يتعرضون اليوم لاجتاح مقلق للنفايات.

 

موريتانيا:الفقراء في مواجهة العلماء!
8/10/2014 10:49:00 PM


الأحياء العشوائية والفقر صفات تلاصق العاصمة الموريتانية نواكشوط،وقصص سكانها هي الأكثر حضوراً في النقاش المجتمعي،وهذا الأمر يلاحظ جليا عند المرور بالقصر الرئاسي،الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى حائط  مبكى لفقراء نواكشوط.
حيث يشهد محيطه إعتصامات شبه دائمة من طرف سكان الأحياء العشوائية المتضررين من عدم تخطيط  وتأهيل أماكن سكنهم أو من نزع الدولة لأراضيهم أو من تحكم النافذين الذي يتسبب في تشريدهم،فقصصهم مع المعاناة كثيرة ومؤثرة،لكن أكثر قصص هؤلاء السكان جدلاً هي قصة سكان منطقة مايحشم في حي قندهار( التسمية تعني بالعربية "لا يستحي")،حيث يشكوا سكانها من قيام الإدارة بسلبهم أرضا كانوا يستغلونها للزراعة منذ ثلاثين عاما، وقامت بمنحها لرابطة العلماء والأئمة الموريتانيين،ويقول السكان إن الدولة قامت باعطائهم حق استغلال تلك الأرض سنة 1984 ومنذ ذلك الزمن وهم يعيشون في خيرها،وتخلل تلك الفترة صراعات مع متنفذين كانوا يريدون الاستحواذ عليها،كان اَخرها سنة 2007 ،حيث انتصر السكان عبر القضاء الذي أكد أحقية السكان بالأرض.
لكن في الفترة الأخيرة جاء بعض الأئمة والعلماء وقاموا بعمليات نهب وهدم وتدمير في الأرض المذكورة وتم الأمر تحت غطاء الحرس الوطني،وحين إعترض سكان حي "ماتحشم " على اتلاف أرضهم تم قمعهم بقسوة من طرف الحرس ،مما خلف بيهم إصابات بالغة،ويطالب السكان بالانصاف وعدم السماح للأئمة والعلماء بطردهم من أرضهم،ويعتبرون إن طردهم يعني القضاء على مستقبل 80 أسرة تعيش على خير تلك الأرض.
المختلف في القضية هو أن أحد أطرافها هو رابطة العلماء والأئمة الموريتانيين التي تمثل رجل الدين الموالي للنظام وليست مجرد قصة نافذ يريد زيادة أرباحه وأملاكه على حساب الفقراء،وهو مأزق جديد لرجل الدين في موريتانيا،حيث يظهر في صفة المغتصب المحارب من أجل هضم حقوق الفقراء،بعد أن فقد الكثير من رصيده في عمليات تملقه الشديد للنظام،فهذه الرابطة سبق و أن طالبتالجنرال ولد عبد العزيز بالترشح لمأمورية ثانية وقدم أعضائها وصلات نفاق أزعجت الكثير من النشطاء الموريتانيين على الشبكة، وعلقوا باشمئزاز حولها و هو نفس ماحصل حين أعلن وزير التوجيه الإسلامي الموريتاني ولد النيني عن لقب جديد للجنرال عزيز ،وهو رئيس الإسلام،مما أثار موجة امتعاض كبيرة من الكلمة واللقب،الرجل الذي تتهم وزارته بأنها أكثر الوزارات فساداًَ،رغم كونه عالم دين يقدم المحاضرات حول قيم الإسلام!
تحالف رجال الدين في موريتانيا مع النظام،يفقدهم الاحترام بشكل مستمر بين الأوساط الشعبية وخاصة الشبابية التي ترى أنهم أصبحوا مجرد مبررين لجرائم النظام ونهبه للثروة وإهانته للشعب وذلك مقابل الحصول على بعض فتات موائده الحرام.
المفارقة في القضية أن اسم المنطقة يحمل شحنة امتعاض من قلة الخجل و يبدو أن القدر مصر على جعل سكانها يتصارعون مع فئة في قطيعة تامة مع الخجل!،ويبقى السؤال المطروح،هل خلت نواكشوط من الأراضي حتى لا يجد النظام ما يعطيه لرابطة الأئمة إلا أرضاً يستفيد منها مجموعة من الفقراء؟

 

موريتانيا:قصة مدينة منكوبة
7/30/2014 10:54:00 AM


"هذه التدوينة هي مساهمتي الأولى على منصة مدونات عربية و التي تم اختياري للتدوين عليها،بعد نجاحي في المسابقة التي أطلق فريق ورشة الإعلام (L'Atelier des Medias)  التابع لإذاعة فرنسا الدولية بالتعاون مع  قناة فرانس 24 / FRANCE 24 Arabic و راديو مونت كارلو الدولية"


كما يقال،المصائب لا تأتي فرادى ،وهذا ماحدث في شهر رمضان لهذه السنة،فأينما وليت وجهي متفقداً وضع الإنسان في البقعة المسيطرة على أكبر اهتمامي ،أجد مصيبة وكارثة،تختلف في القوة و البشاعة لكنها تبقى مصيبة،ففي فلسطين ينكل بالشعب من قبل قوات الإحتلال وفي العراق يطارد المواطن المسيحي من طرف عصابة تعشق القتل والكره،وفي بلدي موريتانيا تحولت الأمطار من بشرى خير إلي كارثة تشرد و تجوع السكان و تدمر المنازل،فبسبب الأمطار تحطم السد الرملي في مدينة أمبود  الواقعة بولاية كوركل  جنوب البلاد،لتتسبب السيول في تدمير 750 منزل،واتلاف بعض المحاصيل الزراعية التي كان السكان قد إدخروها من حصاد العام الماضي للاستعانة بها في غذائهم،مما جعلهم عرضة للجوع.خاصة أن سكان المدينة يعتمدون بشكل أساسي على محاصيلهم الزراعية.
ظلت الكارثة محل تجاهل من قبل وسائل الإعلام المحلية والنظام الموريتاني و حتى منظمات المجتمع المدني ،إلى أن قام النشطاء والمدونون على الشبكة بحملات على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إنقاد المدينة وسكانها. حيث بدأت الصحافة تتحدث عنها على استحياء وقامت بعض المنظمات بالاعلان عن مبادرات للإغاثة و تقديم الاسعافات الأولية لها،مثل الأدوية والخيام والملابس والغذاء و قام النظام بتقديم بعض المساعدات لصالح مائة شخص من المتضررين،لكن المواطنين قالوا إنها لا تنفعهم في الكارثة وأنها مجرد ذر للرماد في العيون وأن توزيعها خضع للحسابات السياسية ،حيث حرم منها من يعرف بمعارضته للنظام.
بدوره،أصدر  المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة  الذي يضم أحزاب المعارضة الموريتانية وبعض النقابات ومنظمات المجتمع المدني بيانا  تضامنيا مع سكان مدينة أمبود ،طالب  فيه النظام بالتدخل لإنقاد سكان المدينة و حمله مسؤولية ما سيحل بهم.
كارثة مدينة أمبود أعمق من مجرد مساعدات إسعافية اَنية،فنسبة المنازل المبنية بالطين في المدينة تصل إلى ٩٠% وسدها مبني بالرمل (للتوضيح: إنهارت أجزاء من السد عام العام 2010 وقد رمم بعدها ) وأي هطول كبير للأمطار سيأتي على ماتبقى منها، فهي تعكس حالة الإهمال الحاصل من طرف الدولة الموريتانية لمواطنيها.
مدينة أمبود تحتاج لأن يبنى لها سد على مقاييس عصرية لا يتدمر بسبب هطول بعض مليمترات  من الأمطار و أن يُساعد سكانها في إعادة إعمار منازلهم بمواد بناء عصرية غير بدائية كما هو حال منازل المدينة الاَن ،ومن الضروري أن تضع الدولة لهم خطط تنموية تساعدهم في تطوير زراعتهم و تدعم وضعهم الإقتصادي الهش و تنتشلهم من حالة الفقر المدقع .
طبعا هذا بالإضافة إلى عملية الإسعاف السريع،لأن المستنقعات قد تجلب للمدينة كثير الأمراض والأوبئة.
لكن حسب الواقع لا  أرى أن الأمر سيتغير فيه شيء و أن النظام الموريتاني سيقوم باللازم،خاصة أن وزير الإعلام الموريتاني قد قلل من شأن الكارثة وقال إن ماحدث تم تهويله فقط!.
وحين ننظر إلى واقع بقية المدن الموريتانية و تعامل النظام مع الكوارث التي تقع فيها ،نجد أن  الأمر غير مشجع، العاصمة نواكشوط مثلا تتحول إلى مستنقع كبير عند هطول الأمطار و ذلك بسبب غياب الصرف الصحي ولم يقم النظام لحد الاَن بأي خطوات حقيقية و مؤثرة لإنشاء صرف صحي لها،ففي العام الماضي تضرر سكانها بشكل كبير من مياه الأمطار والبرك الناتجة عنها والمشهد قد يتكرر هذا العام عند هطول الأمطار في فصلها،لأنه باختصار لم يتغير أي شيء ومازالت العاصمة   تنتابها حالة من الكره الشديد تجاه المطر!.

 

رمضان بطعم المعاناة
7/24/2014 9:59:00 PM

تنويه:المقال التالي كتبته لموقع cnn بالعربي،وهو منشورعلى الموقع بتاريخ 06 يوليو/تموز 2014،,وهذا رابطه 
http://arabic.cnn.com/entertainment/2014/07/03/ramadan-opinion-electricity

جاء رمضان بكل ما يحمله من قيم التسامح والإيثار والتضحية والتضامن، فرمضان بالنسبة للمسلمين فرصة رائعة واستثنائية لتجديد النفس وتطهير الروح من درن الشرور، والموريتانيون كغيرهم من الشعوب المسلمة يعطونه ما يستحق من الاهتمام والتبجيل، وهو ما يلاحظ بشكل جلي على نقاشاتهم على شبكات التواصل الإجتماعي، تلك النقاشات المحتفية بالشهر وبكل تقاليده وطقوسه. لكن حالة الإحتفاء ينغصها، انقاطاع الكهرباء بشكل مقلق رغم إصرار المسئولين الموريتانيين في كل فرصة أن البلاد جاهزة لتصدير الكهرباء إلى دول الجوار، وموجة حر وعطش تعم أغلب الولايات الموريتانية وكذلك إرتفاع لأسعار المواد الغدائية، وهو ما يحضر بقوة في محادثات المدونين والنشطاء الموريتانين على الشبكة، فهم تعبير عن حالة الامتعاض الشعبي والمعاناة والألم.

فنقاشاتهم تؤكد أن رمضان في موريتانيا شهر بطعم المعاناة، فلكم أن تتصورا أن يصوم مواطن والحرارة تتجاوز ٤٦ درجة في ظل إنقطاع الكهرباء ، لكن تلك ليست أكبر معاناة بل هي مجرد جزء ضئيل من مسلسل تراجيدي محزن، فالذين تنقذهم الكهرباء من شدة الحر هم قلة في موريتانيا، التي يعاني أكثر من ٧٠% من سكان مدنها الداخلية من الفقر المدقع وما يقارب من ٤٦% من سكان عاصمتها يعيشون نفس الحال، مما يعني أن الحديث عن الكهرباء وانقطاعها بالنسبة لهؤلاء مجرد ترف فكري وتجديف وعيش في عالم من الأحلام لا وقت لديهم له، فعلاقتهم مع أجهزة التبريد والتكييف وحتى الكهرباء نفسها ليست على أحسن ما يرام.

لكن رغم حالة التحالف الغير إرادي بين الطبيعة والنظام، يصر المواطن الموريتاني الفقير على تأدية واجبه الديني والمشاركة في حالة الفرح بالشهر، كل هذا يأتي في ظل غياب برامج طموحة لمساعدة الفقراء على الصمود في وجه التحديات ومواصلة صومهم رغم أن هناك محاولات جيدة من قبل بعض الهيئات الخيرة، لكنه غير كاف بل ضئيل جداً مقارنة مع إتساع شريحة الفقراء في موريتانيا، مما يحتم العمل أكثر من أجل مساعدة الفقراء وترسيخ العمل الخيري وقيمه، وطبعا مواصلة الضغط حتى يتوقف سيل الفساد الدي ينخر موريتانيا، وهو المتسبب الأول في انتشار الفقر في الدولة (موريتانيا تحتل المرتبة ١٤٦ من بين ١٧٨على مؤشر الشفافية الدولية ) الغنية بالموارد الطبيعية القليلة السكان (٣ ملايين نسمة)، فالمقارنة بين موارد الدولة وحالة الشعب تشعر أي صاحب ضمير مستيقظ بالغثيان والحنق على النظام الحاكم (موريتانيا من أفقر ٢٥ دولة على المستوى العالمي.)

رمضان في موريتانيا لديه جانب اَخر يعكس مدى تسامح الشعب وأريحيته،فتشاهد المواطن في حالة إفطار علني ويأكل في الشارع من دون أي منغص ولا مكدر فطبيعة الموريتاني تأخد العذر لمن يفطر ولاتجد حراجا في ذلك ، ولا تتبنى فكرة تفتيش النوايا والأغراض، ولا توجد أي قوانين تجرم الإفطار العلني عكس ماهو موجود في بعض دول الجوار مثل، المغرب وتونس والجزائر وهي حالة أتمنى أن تستمر، وأن لا تجد محاولات الصوت المتطرف الصاعد الاَن أي صداً بين جموع الشعب.

رمضان يكشف بعض التناقضات و حالة النفاق في المجتمع، فتجد أحدهم أطلق اللحية وعاش في دور الرجل المتدين، وما أن ينتهي رمضان حتى ترجع العلاقة الحميمية مع موس الحلاقة ، هذه الحالة لم يسلم منها الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي أطلق العنان في رمضان الماضي للحيته وبدأ البعض يتساءل إن كان سيتركها بعد رمضان؟ أم أنها مجرد "لحية رمضان الكرنفالية"، وما إن انتهى رمضان حتى أجابهم فقد جدد العهد برغوة الحلاقة وأزال لحيته.

 

بوح جنرال مضطرب
6/17/2014 3:26:00 AM

سأستغل الدين وكل خيرات موريتانيا من أجل التحكم في رقابكم و اذلالكم ...مفهوم؟(الصورة من حملة الجنرال عزيز )

تبا لهذا الصداع الذي يكاد أن يفجر جمجمتي، تبا لكل المقاطعين و لغلماني ولشيوخي المتملقين الفاشلين وللانتخابات، فلا شيء يسير حسب المخطط...الأوغاد المناهضون يتكاثرون و الشعب مصاب بالتململ ولم يعد يصدق أي شيء،بل أصبحت وانتخاباتي ويرقاتي التي رشحت بجانبي مجردمصدر إلهام لنكاته ويبدو أنه عازم على العزوف عن المشاركة في لعبتي.رغم كل الحيل والخطط التي وضعت،رغم لقاء الشباب وأدائي فيه و محاولتي تهبيط عزيمة الشباب والتحقير من شأنه،عبر ذلك العرض المذل الذي قصدت أن يظهر فيه الشباب مجرد باحثين عن مطامع شخصية لا اهتمام لهم بمصلحة الوطن،وأنهم أفضل خلف لجيل المنافقين الاَفل- فتلك خطتى التي أعشق وهي التحقير من هذا الشعب ليسهل علي حكمه-و رغم كل الحملات التي أقوم بها من أجل تشويه المعارضين والمقاطعين و محاولاتي لركوب كل أنواع الأمواج،مثل: الغضب من "المساس بالمقدسات"ورئاسة موريتانيا الدورية للاتحاد الإفريقي،وسيطرتي على القنوات التلفزيونية وفرضها على الترويج لانجازات وهمية واختصرها على بث المبادرات الداعمة لي.وظهوري في شكل الزعيم المخلص بل حاولة أن أتعدى ذلك قليلاً، فخرجت حملتي بشعار "عزيز معنا"بماله من دلالة،إلا أن الأمر لم يفلح وقد خاب أملي،فمهرجان الشباب في نواكشوط كان كارثياً ويبعث عن القلق،فالحضور باهت حد الإهانة.وقد شعرت فيه أني أمارس التعري العلني على خشبة أحد المسارح الحقيرة،فيبدو أن أحداً لم يصدق شعار رئيس الشباب وسقط قبل إطلاقه.
وقد أقلقنى كذلك سير الحملة الرئاسية وحالة العزوف الشعبي عن أنشطتها،التي لاتقتصر على نواكشوط بل تمتد على كافة المدن الموريتانية.
ولهذا قررت أن أنتقل إلى مرحلة جديدة من الدعاية وهو صنف الحلال والحرام،أي الدعاية الدينية،وقد بدأتها بأحد علمائي المصفقين،حيث سطر و لله الحمد مقالاً يحرم مقاطعة الانتخابات،و استرسل في تقديم مثالب المقاطعة والتحذير منها و أتمنى أن تجد مبادرته صداً مع شكي في ذلك،لأن الرجل محروق مثل أغلب جماعتي.وعليكم انتظار المزيد من تلك المقلات والمحاضرات والخرجات الإعلامية.
واتخذت كذلك خطوة أخرى عبر لجنتي الجميلة التي تشرف على الانتخابات، وهي إلغاء خانة نسبة المشاركة من محاضر التصويت في الانتخابات الرئاسية وأمر رؤساء المكاتب بتجاهلها وعدم تحديدها.
هذه الخطوات الجديدة بالإضافة إلى تكتيكاتي القديمة، مثل استخدام نفود الجيش والإدارة والمال العام كوسائل للضغط وابتزاز المواطنين وإرهابهم،لا بد أنها ستساعدني في رفع نسبة المشاركة ومحاربة تيار المقاطعة الجارف.
لكن و قبل الختام،أريد أن أخبركم أني مقدم على التخلص من الكثير من جوقة المصفقين لفشل أدائها وضعف حججها وتهافت خطابها وهوانها أمام المقاطعين،وسيكون أولهم الملتحقون الجدد ومن يشرفون على حملتى وخاصة الشباب فقد انتهى دورهم...
إلى اللقاء في بوح جديد رغم كرهي للبوح والكتابة وأهلها.

 

ذكريات إسكندرانية
5/29/2014 7:12:00 PM

صورة مع صديقي المغربي ياسر على كوبري ستانلي
كنت قد ختمت تدوينتي الأولى عن مشاركتي في منتدى الإسكندرية  بالقول أني سأتحدث في تدوينة أخرى عن المدينة والشعب و الاحتقان السياسي والشباب و الكتابات الحائطية المناهضة للحكم العسكري،وها أنا أفعل.
انطباعات حول المدينة والمواطنين
لقد كان للأغاني و الأشعار دور مهم في ترسيخ روح الإسكندرية وجمالها وتفردها في الذائقة الجمالية العربية، مثل أغاني شط اسكندرية لفيروز و بين شطين ومية لمحمد قنديل و (يا اسكندرية) التي كتبها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام.
ورسخت الأفلام السينمائية والأعمال الأدبية تلك الصورة أيضا،ولم يتغير الأمر بالنسبة لي بعد قدومى إلى المدينة والتحامى ببعض ملامحها،بل زاد الاعجاب،فبحرها يشفى العليل بالفعل ويبعث على العشق، وتنسيق المبانى لا يخلوا كذلك من قدر من الابداع،الفن يشع من كل أركان المدينة ولعل أكثر الأشياء التي تركت في نفسي أثراً طيبا هي تكريم المبدعين،فقد حظيت بزيارة مسرح إبن المدينة ومبدعها الأول سيد درويش والذي كان قيد الترميم رغم حالة الاحتقان والاضطراب التي تعيشها مصر حاليا، كما أسعدنى  وجود مسرح يحمل إسم بيرم التونسي.
ومن سوء حظى أني لم أجد الوقت الكافي لكي أغوص في دنيا مكتبة الاسكندرية العملاقة و أهم معالم المدينة الجذابة،فقد اكتفيت بنظرات خاطفة من بعيد.
هذا عن المدينة ،أما الشعب فهو قصة أخرى أكثر روعة وجمالاً ،فقد تأكدت من خلال احتكاكي بالمواطنين وخاصة الشباب من سلامة تصوري الذي  طالما سيطر على ذهنى،وهو أن النخب التي تغزوا المشهد المصري و تسيطر عليه وتبث أمراض العنصرية والعنجهية الغبية و النفاق و كل مظاهر التخلف،مجرد نخب معزولة عن الشعب ولا تمثل سوى أمراضها النفسية،فالشعب في مصر مضياف يحب الاَخر و يجله وبعيد كل البعد عن العنصرية،محب للسخرية والضحك رغم الماَسي والكوارث وضربات الزمن.

مع صديقي على التركي أثناء الاستماع لأصوات اسكندرانية مبدعة 
شعب متسامح بشكل فطرى ومتعايش بكل تناقضاته،وهذا ما اكتشفته عند سيري على كورنيش الاسكندرية وزيارتي الليلية لمنطقة القلعة،فعدد العشاق واختلافهم يبعث على الراحة،فالمنقبات وأصحاب القمصان  يتبادلون الورود ونظرات الحب بجانب من توصف ب"السفور"والشاب حليق اللحية من دون أي ازعاج ولا مشاكل،إذ كل عاشق هنا  مشغول بعشقه ومحبوبه.
و قد سعدت بصداقات جديدة من شباب الاسكندرية وكل محافظات مصر،شباب يشبهونني في رفضى للظلم والخنوع والعنصرية وتفاهة المركزية والتقوقع التي تنخر عقول بعض النخب المصرية المريضة.فقد كانوا بمثابة الشموع التي تحترق من أجل ضيوف المدينة، يضحون بوقتهم وطاقتهم حتى يكون الجميع في حالة من السعادة الطافحة.

الجدران ترفض العسكر وحكمهم والشباب أيضا!
أثناء تجوالي في المدنية لاحظة انتشار الكتابات الحائطية المناهضة لحكم العسكر وللسيسي،و كان هاشتاغ#انتخبوا_العرص أكثرها انتشاراً،فحتى محكمة الاسكندرية و كوبري ستانلي الرائع لم يسلما منها،وقد كان لي وقفة مع الهاشتاق وأخذ صورة معه أثناء تجوالي على الكوبري وتجربة الترمس الذي يباع عليه،في المقابل لاحظت لافتات عملاقة داعمة للسيسي ،تحمل عبارات من قبيل" كمل جميلك "،وبعض المبادرات الداعمة له ذكرتنى بمبادراتنا المتملقة والمنافقة.
حالة الرفض الموجودة على الجدارن لها صدى كذلك بين الشباب،فحواراتي مع من قابلت أكدت لي أن صورة الجنرال المخلص التي يرسمها الاعلام المصري الموجه لاتعدو كونها حالة من البروباغاندا الرخيصة، فأغلب من تكلمت معهم يرفضون حكم العسكر والحالة الواقعة والقمع والفاشية الجديدة ولم أجد أي احتفاء بالسيسي ولا العسكر،بل إن الكثير  يرى أن ثورته تمت سرقتها و يشعر بالاحباط ولا يخلو ذهنه من ذكرياته المشتركة مع أحد رفاقه المسجونين الاَن،ويتنازعهم هاجس إكمال المشوار أو التعامل مع القضية كأنها عرض مسرحي هزلي.

ميدان شهداء ٢٥ يناير وقد تحول إلى مكب للنفايات الصورة من مدونة (الكشكول)
ومن ضمن القصص التي أثرت في أثناء تواجدي في الاسكندرية هي رؤيتي لميدان شهداء ثورة الخامس والعشرين يناير في منطقة ميامي وقد تحول إلى مكب للنفايات( أخبرنى صديقي أنه تم تنظيفه بعد مغادرتى ليصبح موقفاً للسيارات)  وكذلك سماعي لحظر حركة السادس من إبريل،وهو ما يؤكد أن الثورة في مصر تتعرض يوميا للغدر.
لكني غادرت الإسكندرية ومصر و أنا متأكد أن الوضع لا يمكن أن يبقى على ماهو عليه،فالشعب الذي ضحى مثل تضحيات المصريين لا يستحق هكذا نهاية،والغضب المصري،سيتحول إلى ثورة جديدة تؤسس لغد أفضل،ذلك الغضب الذي لمسته من قصة شيخ  توجه إلي ورفاقي على احد مقاهي الإسكندرية ليعرض بضاعته علينا، و ليسأل أحدنا إن كان متزوجا، فلما رد عليه بالنفي،قال الرجل أحسن ففي أيامنا البغيضة هذه التي لا أفق فيها الزواج "وكسة ".


 

قصة انحطاط مستمر
5/26/2014 6:08:00 PM

اللوحة لعزام التل أخدتها من موقع الأيام 
مبادرات داعمة مبتذلة،استعداء مستفز للصحابة والجان، تبار مقزز  في النفاق والتملق،خطاب قادم من عصور الجاهلية،تبرير ساذج للانبطاح وبيع الضمير،عودة قوية للطرح الجهوي والخطاب القبلي التعيس،هذه هي الأجواء التي نعيش الاَن قبل انتخابات الجنرال المرتقبة في ٢١ يونيو.
أجواء تبعث على الضجر والاشمئزاز،لكنها ليست بالمفاجئة و لا المستغربة،فنحن نعيش لحظة فرز النوايا و اتضاح المناضل من أجل الوطن والمواطن و اللاهث وراء المنافع الشخصية... نعيش لحظة تجديد الولاء للظلم ودعم الطرح الرجعي المتخلف.هذه الحالة تشهدها بلدنا عند كل مفترق طرق.
حيث تخرج القيادات القبلية التقليدية والسياسية الموالية من جحورها المظلمة،لتجديد بيعتها للنظام الذي يمكنها من تقويض فرص حدوث دولة المواطنة والمساواة ويسمح لها بالاستمرار في جرائمها بحق ضعفاء الوطن و يحافظ لها على امتيازاتها الضارة بالدولة.
وتقوم بعض النخب التي كانت تظهر نوعاً من المعارضة بالقفز المشين إلى مركب النظام،محاولة استغلال رصيدها في المعارضة كي تظفر ببعض فتات النظام وماله الحرام.
والنظام بدوره يتلقف الأمر ويروج لفكرة الانتصار،ويحاول أن يتخذه كبرهان على قوته وصدق مسعاه ،ومن أجل إحباط بقية المناضلين الصادقين و تشويه الحركة النضالية و ربطها بالارتزاق وتجارة المبادئ .ويستغل القافزين من مركب المعارضة ومبادرات الدعم التقليدية في حملته ومرحلته الجديدة.فيقوم باستخدام الفريق الأول كواق ذكري في عملية اغتصابه الجديدة للوطن يتم رميه بسرعة بعد أن ينتهى دوره المحدد له.و يواصل حلفه الشيطاني مع الفريق الثاني.
ذلك التحالف الذي ينتهى حين يضعف الحاكم،فالفريق الثاني متعود على التنكر للحاكم عند ضعفه ودعم من يتغلب بكل سماجة و برود،فقد حدث الأمر مع المختار ولد داداه أول رئيس لموريتاني،حيث  سرد الرجل في كتابه موريتانيا على درب التحديات بعض ملامح الانتهازية و النفاق التي عقبت الانقلاب عليه،و تحدث عن تلون وانتهازية من كانوا يظهرون له الولاء،حيث قال:
"لقد بدأت إذاعة نواكشوط "تغتاب"النظام المخلوع وتتهمه "بكل خطايا بني إسرائيل ".وبكل بساطة،تحولت تلك الإذاعة إلى بوق دعاية يمجد الانقلابيين ويخيل إلى السامع أن البلاد ستعيش في ظلهم عهدا فردوسيا.وعند سماعي قائمة من ساندوا الانقلابيين،حقا كانت أم باطلة،لم أتمالك عن الضحك،لأن هؤلاء كانوا بالأمس القريب يتبارون بحماس نضالي داخل حزب الشعب الموريتاني".
لم يكن مصير عصابة العسكر التي انقلبت على المختار ولد داداه أفضل مع الفارق الشاسع بين رجل الدولة و العصابة،فقد تم لعن ولد هيدالة من قبل من نافق له و لعق حذائه وقام بتمجيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع،وتكرر نفس المشهد مع الأخير حين سقط.
ومن القصص المضحكة أن أحد المتملقين المنافقين للرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ظهر في اطلالتين إعلاميتين  في نفس الفترة،واحدة يشتم فيها الرئيس سيدي و يمجد الانقلابي عزيز والاَخرى يمجد فيها سيدي،والسبب بسيط و هو تأخر في بث حلقة التمجيد وحدوث الانقلاب قبل ظهورها.
انها رحلة سيزيفية نعيشها مند تأسيس دولتنا،رحلة سقوط وانحطاط مستمر تمنعنا من قطع أي خطوة في طريق النماء،لكن يبقى السؤال الوجودي المطروح متى تستفيق النخب وتشفى من حالة الحربائية المرضية المقززة و يتعظ الحكام من قصص من سبقوهم؟

 

لمحة عن مشاركتي في منتدى الاسكندرية
5/3/2014 5:42:00 AM

جانب من المشاركين في المنتدى (الصورة لصفحة منتدي الاسكندرية على فيسبوك)
طالما تقت إلى عيش لحظات وتفاصيل من الحدوتة المصرية والغوص في جمالها و دفئها ،وانتظرت الأمر طويلاً ،وزاد شغفي بعد هبة المصريين في الخامس والعشرين من يناير واطاحتهم الاَنية بالطغيان، لكن الأمر لم يحدث إلا أنى لم أترك للسأم مكاناً ،وكنت أتمسك برسالة محمد منير في أغنيته "لو بطلنا نحلم نموت" .
وفي السادس عشر من مارس كان الإميل القادم من مصر يخبرني أنه تم إختياري للمشاركة في منتدى الاسكندرية للاعلام المجتمعي ،المنظم من طرف (ألكس أجندة و المعهد السويدي بالاسكندرية )،فبدأت الفرحة تغمرني ،وانتقلت مباشرة إلى مرحلة التحضير للمشاركة الفعالة في الحدث .
وصلت الاسكندرية الساعة الثالثة صباح يوم الإثنين بعد رحلة شاقة التصقت فيها بمقاعد الطائرة والباص لمدة إثنى عشر ساعة ، بدأت الرحلة من نواكشوط مع توقف في الدار البيضاء و القاهرة لينتهى الأمر بالاسكندرية ،حيث المنتدى .الأمر الذي كان كافياً لمنحى جرعة كثيفة من التعب .
بدأت صباح الثامن والعشرين من إبريل أولى جلسات المنتدى ،وأولى لحظات الاحتكاك الحقيقي بالمشاركين وهمسات التبادل المعرفي  .
فكان النشاط عبارة عن عرض حول هيئة كير مع خلفية عامة عن دور الاعلام في المساءلة المجتمعية
،وقد أدار النقاش وحاضر فيه كل من عمرو لاشين و الدكتور رفعت السيد الذي حاول الإجابة على السؤال التالي : " كيف يمكننا معرفة إن كان الجميع يعمل من أجل مصلحة المواطن ؟"
حيث قال :"الإجابة على السؤال الأول هو انتهاج المساءلة المجتمعية وأن يكون المواطن هو من يراقب ويحاسب ويشارك في كل القرارات".

 و قدم لنا مجموعة من الملاحظات والمعلومات حول المساءلة المجتمعية ودورها في الحكم الرشيد والحوكمة و نشر ثقافة الشفافية  ،و كشفت النقاشات التي حدثت أثناء الجلسة بعد تمرين قدمه لنا حول دور الإعلام في المساءلة المجتمعية عن وجود حالة من عدم الثقة في أن وسائل الإعلام العربية تلعب دوراً مهما في ترسيخ ثقافة المساءلة المجتمعية .
بعد انتهاء الجلسة الأولى من المنتدى 
أخذنا استراحة لمدة ساعة ،ثم انتقالنا إلى الورش ،حيث كانت هناك ثلاث ورش عمل متوازية (المحتوى هو الملك القادم -ورشة بناء المنصات الاجتماعية للمؤسسات الاعلامية -ورشة التأكد من المحتوى ) ،فقمت بالانخراط في ورشة التأكد من المحتوى مع لؤي نجانى .
حيث قدم لنا المحاضر في الورشة مجموعة من الأساليب للتأكد من المحتوى ،ولكن أهم مافي الورشة هو العرض الذي قدم حول موقع أبو الهول الذي يديره حيث تتركز فكرته الساخرة على تقديم أخبار كاذبة بشكل مقصود مع تنويه بأن الموقع هو مصدرك للأخبار الكاذبة .وحدثنا عن وقوع مؤسسات كبيرة مثل الجزيرة و bbc  في الفخ ونشرها أخبار من موقعه على أنها حقيقية ،وهو مافتح النقاش حول استسهال بعض الصحفيين ونهمهم لزيادة التصفح على حساب المهنية .تجربة الموقع ونقاشنا ذكرنى بمانعاني في موريتانيا من كذب مواقعنا والحملات الساخرة منها التي يقوم بها النشطاء على الشبكة .
وبعد انتهاء الورش الصباحية أخدنا استراحة ثم انتقلنا إلى مجموعة أخرى من الورش المتوازية وقمت باختيار ورشة حول صحافة الفيديو مع الإعلامي المصري محمد سعيد محفوظ .حيث بدأ الورشة بتقديم صورة بانورامية عن الإعلام الجديد وانتقالها من مرحلة التصفح والنشر إلى التفاعلية ووصلها إلى مرحلة الذكاء والقدرة على فهم المستخدم .وقدم لنا أيضا مجموعة من أسياسيات صحافة الفيديو وفوائدها .
وفي تمام الساعة السابعة كان لنا لقاء مع الفلكور المصري بكل أصنافه وحلقنا مع التنورة و الرقصات والأغاني الصوفية والأغاني الاسكندرانية والرقصات الشعبية المصرية 
وذلك أثناء الافتتاح الرسمي للمنتدى الذي شهد أيضا كلمة لمدير المنتدى أحمد عصمت ،أثنى فيها على المنظمين ورحب بالحضور ،وكانت هناك كلمة لعميد كلية الإعلام في جامعة فاروس حيث ينظم المنتدى وكلمة عن المعهد السويدي بالاسكندرية .
بدأ اليوم الثاني بجلسة نقاش مفتوحة بعنوان تجارب وشهادات :التغطية في مناطق النزاعات مع عبير السعدي -ومحمد فؤاد-ألكسندر بوشانتي.
حيث تحدثت عبير عن تجربتها في تغطية النزاعات وتعرضها لكسر في الفك نتجيته لعملها ،وعن ضرورة وضع اَليات لحماية الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث اليومية وضرورة نشر ثقافة التدريب بينهم و تحدثت عن الواقع المصري ومايتعرص له الصحفي المصري من مضايقات ،واحتلال مصر للمركز الثالث على قائمة الدول الأكثر خطراً على الصحافة .
وتحدث الصحفي محمد فؤاد عن تجربته في تغطية الثورة الليبية و ماتعرض له من مشاكل أثناء عمله،أما مراسل إذاعة فرنسا الدولية ألكسندر بوشانتي فقد بدأ مداخلته بالهجوم على وسائط الإعلام الجديد ،واعتبر أنها كارثة على الصحافة، وأكد أنه لا يؤمن بقصة صحافة المواطن ،حيث قال :"لا يوجد طبيب مواطن 
لذلك لا وجود لصحفي مواطن وعلى الصحفي أن يدرس الإعلام ". وهو تناقض صارخ فالرجل درس الأدب الفرنسي ولا علاقة له بكليات الإعلام وينظر الاَن في الصحافة و الرجل يحاضر أيضاً في منتدى للاعلام المجتمعي الذي يعتمد على الوسائط الجديدة للاعلام وصحافة المواطن .
وبعد الجلسة الصباحية المفتوحة شاركت في ورشة حول الأمان الرقمى يسيرها صديقي الرائع محمد الجوهري .حيث قدم لنا مجموعة من المعلومات المفيدة حول حماية أنفسنا على الشبكة .
وبعد ذلك انخرطت في ورشة حول كيفية بناء المشاريع الاعلامية مع أحمد عصمت و أيمن صلاح ،غلبت عليها العفوية والحركية، وأكدت لي أن بناء المؤسسات الاعلامية يجب أن تسبقها دراسات ودراسات والإجابة عن السؤال الوجودوي 
الذي يقول :"مالجديد والمختلف لديك ؟".
وفي المساء افتتح المعرض الإعلامي ،حيث اطلعت من خلاله على مجموعة من المشاريع الاعلامية المجتمعية الرائعة .
بدأ اليوم الثالث من المنتدى بجلسة مفتوحة حول حماية الصحفيين في وقت الأزمات مع محمد سلطان،
ومن ثم في ورشة حول قوانين الإعلام مع الرفيق أحمد عزت ،قدم لنا فيها عرضا حول ضرورة تحرير المعلومات من سلطوية الدولة وجعلها مشاعة للجميع ،وأكد خلالها على غياب إرادة سياسية في أغلب الدول العربية على خلق جو من الشفافية يضمن تداول المعلومات ،خاصة أن القوانين العربية تقف دائما ضد تلك الفكرة بحجة الأمن القومى وما يشبهه من حجج.
وكان ختام مشاركتى في الورش مع صديقي الرائع محمد القاق من الأردن،حيث قدم لنا عرضا حول التوثيق البصري وتأثيره في شبكة الأنترنت .
وعرض لنا مجموعة من التجارب العربية والعالمية يدعم بها فكرة ضرورة التوثيق البصري ،و كان أكثرها جدلاً في القاعة صورة "ست البنات "التي فتحت النقاش بين المشاركين المصريين حيث حاول البعض أن يشكك فيها فوقف بوجهه الحضور وأكدوا عليها ،وفتحت النقاش حول القمع .
لم أتكلم هنا عن مدينة الاسكندرية ولا جمالها ولا الاستقطاب السياسي و "الحملات الانتخابية "والشعب الرائع و الكتابات الحائطية المناهضة للعسكر المنتشرة في المدينة ولا أصدقائي و لا المشاركين والتنظيم ،لأنها أمور يجب أن يكتب عنها لوحدها من دون خلط ببقية الفعاليات،و سأفعل في التدوينة القادمة .

 

عن قانون الميمات !!
4/12/2014 12:23:00 PM

تصميم للحملة المناهضة للاطار القانون لمجتمع المعلومات
كان الأسبوع الماضي صاخب،أثبت خلاله النشطاء والمدونين الموريتانيين قدرتهم على التحرك ضد أي محاولة لتكم أصواتهم .
فقد نشطوا بشكل رائع ضد 
الاطار القانوني لمجمتع المعلومات
 الذي يريد النظام الموريتاني تمريره من خلال برلمانه الصوري، فقد سيطرت مخاوفهم واحتجاجاتهم على نقاشات الشبكة ووسائل الاعلام التقليدية، وأحرجت النظام وكل من يدور في فلكه و أربكت حساباتهم.
ومازالت حملة المدونين ضد القانون القمعى مستمرة،وتفاعلاً معها و كتعبير عن رفضي للقانون الخبيث والممل سأحاول مشاركتكم بعض نقاطه المظلمة.
القانون عبارة عن مجموعة من المواد القانونية الفضفاضة سهلة التأويل وحمالة الأوجه،تتيح للقاضي تكييف التهمة التي يريد حسب مزاجه ومزاج السلطة،فمثلا تاتي المادة ١١ من مشروع قانون مجتمع المعلومات الموريتاني لتقول أن القانون جاء لتنظيم هذا 
الفضاء وفق الأخلاق من دون تحديد لها وهي مقدمة لسياسة التمييع.
وتلغى المادة ١٨ من القانون مايخالفه، أي أن قصة عدم ملاحقة الصحفيين في قضايا النشر أصبحت في خبر كان، لأن هذا القانون يتضمن الحبس في قضايا النشر والتعبير عن الأفكار و القانون معنى حسب المادة ٢٧ ب : (الإذاعة والتلفزيون والسينما و الصحافة و الملصقات و المعارض و نشر المكتوبات أو الصور من كل نوع، والخطابات والأغاني والصيحات و التهديدات التي يطلقها في أماكن أو اجتماعات عمومية، وكل منظومة تقنية موجهة لبلوغ الجمهور، وعموما كل وسيلة اتصال بطريقة الكترونية خاصة الانترنت والهاتف)، وهو ما انتقدته رابطة الصحفيين الموريانيين وكذلك نقابة الصحفيين .
وتأتي المادة ٢٨ من مشروع القانون المتعلق بالجرائم السيبرانية لتخبرنا أن أي شخص معرض للحبس من ٦أشهر إلى ٧ سنوات أو ب ٥٠٠٠٠٠ أوقية إلى ٥٠٠٠٠٠٠ أوقية،وذلك حين يخالف "الأخلاق الحسنة "وهو نزوع إلى الضبابية ،فمن يحدد تلك الأخلاق الحسنة ؟.
وعلى نفس المنوال تسير في خط التمييع المادة 2 التي تعرف البيانات العنصرية والمعادية للآخر بالافكار والنظريات التي تطري أو تشجع الكراهية أو التمييز أو العنف .
وتؤكد لنا المادة ٢١ من مشروع قانون الجرائم السيبرانية أن الشتائم قد يعاقب صحابها بالحبس من ٦ أشهر إلى ٧ سنوات أو بغرامة من ١٠٠٠٠٠٠إلى ٦٠٠٠٠٠٠ و لاتحدد هذه المادة ماهية الشتائم؟
وتجعلنا نتسائل هل انتقاد النظام وعناصره يندرج في دائرة الشتائم ؟،و المضحك في الأمر أن الضرب والجرح العمدي ضد الأفراد معاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات طبقا للمادة 285 من القانون الجنائي الموريتاني، وحتى عقوبة السب في القانون الجديد أشد من عقوبة الاغتصاب في القانون الجنائي الموريتاني .
ويعاقب هذا القانون على الافتراء و السب وافشاء الأسرار في المادة 21 بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة مالية تصل إلى ٦ ملايين ، بينما تنص المادة 349 من القانون الجنائي الموريتاني التقليدي على أن السب أو عبارات الإهانة التي ليس لها طابع مضاعف بسبب الخطورة والعلانية لايترتب عليها إلا عقوبات المخالفات البسيطة.
ويستمر القانون في ضبابيته في جانب الجرائم السيبرانية، حين يتحدث عن الدفاع العام والمساس به حيث تصل العقوبة فيه المؤبد من دون تحديد نوعية الضرر وتوضيح الدفاع العام وذلك في المادة ٢٩ .
القانون يشرع كذلك لتجسس النظام على على مستخدمى الشبكة وفرض وصايته على مزودي الخدمة و يجعلهم تحت رحمته ويجبرهم على إعطائه كل البيانات التي يريد،وهو مايخالف ميثاق مبادئ وأساسيات حقوق الانسان على الشبكة الذي أصدره التحالف الدولى للحقوق والمبادئ على شبكة الأنترنت والذي ينص على أن الخصوصة حق مقدس وأن مزودي الخدمة لا يجب أن يخضعوا لوصاية أي دولة أو أي جهة أخرى .ويحصر القانون تداول وسائل التشفير وأدواته على الجهات التي يرخص لها  وهو مايقيد وصول الأفراد العاديين إلى أدوات الحماية على الشبكة التي تخول لهم تأمين بياناتهم الشخصية ومراسلاتهم وأنشطتهم على الشبكة.
ويفرض أن تطلعه الهيئات المرخصةعلى طبيعة الاستخدام،في محاولة لتقنين الأدوات التقنية التي تستخدم من أجل كسر الحجب  وإخفاء الهوية و حماية الأفراد لمعلوماتهم عن طريق تشفيرها بطرق لا تتمكن الحكومة من فك تشفيرها .ويسمح القانون للدولة أن تنتهك خصوصية المستخدمين بمجموعة من المبررات العائمة والهلامية ، ففي المادة 5 مثلا يمكن أن تتم معالجة البيانات الشخصية دون موافقة الشخص المعني من أجل تنفيذ مهمة "للمصلحة العامة" .
القانون يضع كذلك الكثير من القيود على التجارة الألكترونية تعتبر عقبات مضنية أمام أي مستثمر على الشبكة .
ويكشف عن تعطش من أعده لسجن المواطنين على الشبكة ،فهو لا يطبق مبدأ جسامة العقوبة تبعا لجسامة الفعل ،فيعاقب على مايعتبر مخالفات في القانون الجنائي بعقوبات تتناسب مع الجنايات الخطيرة .
المضحك في القانون أنه تحدث في بعض جوانبه عن الملكية الفكرية وتشدد فيها ،وفي نفس الوقت بعض من أجزائه مسروق بالحرف والفاصلة والنقطة من القانون السنغالي(يعنى أخواتنا في السنغال بامكانهم أن يفضحونا في المحاكم الدولية ) .
عيوب القانون كانت طبيعية ومتوقعة ، لأن الطريقة التي أعد بها تخالف أبجديات حوكمة الأنترنت ،والتي تقتضي التشاركية بين كل الفاعلين على الشبكة ،من شركات خاصة ،ومنظمات مجتمع مدني، ونشطاء حقوقيين ،ومدونيين وصحفيين، لكن النظام الموريتاني سنه لوحده من دون استشارة أحد كعادة أقرانه في الدول العربية القمعية .
خطورة القانون أنه يأتي في دولة لا أسس فيها لدولة القانون ،و أن الأحكام القضائية تأتي بالأمر المباشر من رأس النظام العسكري، و أنها تتم بشكل انتقائي ،وهو مايجعل المعارضين عرضة للانتقام من قبل النظام ،ووقوع قانون كهذا في يد النظام الموريتاني سيهسل عليه مهمة ملاحقة النشطاء المناهضين له .
لكن الحملة المناهضة للقانون ،أكدت أن النشطاء على الشبكة والمدونين مستعدين للمواجهة ،وهو أمر مبشر جداً لأن الجنرال حسب وجهة نظري سيدخل في مرحلة جديدة من التضييق على الحريات خاصة بعد وصوله إلى فترته الرئاسية الثانية وسنحتاج لمزيد من العمل المحترف للتصدي لقمعه.
في النهاية أريد القول أن قوانين القوى القمعية الرجعية لا تعنيني في شيء وعليها رميها مع بقية أغراضها النتنة أو أكلها رفقة خرفانها التي تربي وترضخ لها. وسأظل أكرر مع الشباب #مان ساكتين ...ويستمر النضال .
تنويه :
-بعض المعلومات في التدوينة أخذتها من ورقة قانونية حول القانون نشرها المحامي محمد المامي ولد مولاي أعل على صفحته على فيسبوك.

-تجدون هنا أيضا ردود أفعال لبعض النشطاء والمدونين على القانون ضمن موضوع كتبته للأصوات العالمية عن القانون.

 

أحلام في زمن بائس !!
3/22/2014 5:45:00 PM


أصبح مجرد ترك النفس تسرح في عالم الأحلام والطموح أمر يثير السخرية والتندر ،فعالمنا البائس الكسيح و واقعنا المتردي المهترئ العبثى لا يترك لنا مجالاً للحلم و التوق لغد أفضل و عالم أجمل ...فصارت كل الوقائع و الأحداث تصب في نهر العدم وتغذي شريان حياة حزب العدمية ،وتخبرنا بأن الانصهار فيه هو الحل ...فلا أمل ولا أفق ...ولكن لن أستسلم لهذا الواقع الأليم و المحبط ،ولن أرفع الراية ،ولن أترك مداعبة حلمى ،و لن اتعب من ملاحقته ... فسأظل أحلم بوطن تسود فيه العدالة الاجتماعية ودولة القانون والمؤسسات وتقدس فيه المواطنة وقيمها ...وطن تصان فيه للمواطن كرامته، و لا يخاف أن تدوسه رجل الطغيان والظلم والجهل المقدس وتجرفه تيارات الأفكار الرجعية و تصيبه بالبلادة وضمور العقل وتصحر الفكر...وطن يتم التداول فيه على السلطة عن طريق صناديق الإقتراع لا الانقلابات العسكرية والحركات التصحيحية الوهمية...وطن لا يعبث فيه الجيش بالسياسية و لا يحارب من أجل أن يصنع تفاصيل مشهدها بل يرابط في الثغور لحماية الدولة من صولات البغاة ...وطن لا مكان فيه لتحكم ذلك الشيخ الجاهل بأحكام العصر و متطلباته ولا تساق فيه الجماهير كالطعان ...وطن يتخرج فيه الطالب من الجامعة وقد تلقى ما يساعده على المساهمة في بناء الدولة و يعرف أن المحسوبية والوساطة لن تمكن أي كائن من اختطاف حقه في العمل ...وطن يحتفى بنخبه ولا يلفظها كما يلفظ الجسم الفضلات والقذارة ...وطن لا مكان فيه للاستبعاد والاستغلال ...وطن متصالح مع ذاته واختلاف مكوناته ولا تحاك فيه المؤامرات من إجل اقصاء فئة من الشعب أو استئثار أخرى بخيرات الدولة ...وطن نتقاسم فيه كل التفاصيل الجميلة ونثرى تنوعنا ونحوله إلى مصدر قوة و ليس سببا في النزاع والاقتتال .
ومن أحلامى التى لا تعرف حدوداً ولا يخجلنى ذكرها بل أفرح بكشفها ،أن اتنقل بين الأقطار العربية من دون تأشيرة دخول ،ولا خوف من مضايقة رحل الأمن المتخوم من قمع المواطنين ونهب ثروات البلد ...و أن أعيش حتى أسمع أن الحروب الطائفية فيه قد تحولت إلى مواثيق سلام ومحبة ،وأن العرب قد أيقنوا أن هناك شيء غير العنف و أنهار الدماء ،وأن اضطهاد الأقليات أمر يهدم استقرار الدول ويقضى على مستقبلها وينافي الانسانية وقيمها المتسامحة ،وأن أنصار حزب مجانين القتل والدمار قد هزموا وسدنة معبد الكراهية قد تبخروا و تلاشت اًثارهم في فجوة زمنية سحيقة ،وأننا دخلنا زمن التفكير و ودعنا عصر التكفير والانحطاط والاحتفاء بالجهل .
ومن طموحاتي أيضا أن ينتصر التنوير ورسوله في كوكبنا و ترتقى البشرية و تسمو على الاعتبارات الضيقة ،وتسحق العنصرية بكل تجلياتها وتمثلاتها البغيضة ،و تتخطى تفاصيل الدين و العرق والجندر .
هذا مايخالجنى و لتقولوا أنها مجرد أضغاث أحلام لكنها تقنعنى وسأحارب من أجلها ،وتندركم مجرد مصاعد ترفعنى في الطريق إلى الحلم .
المجد للانسان .

 

الانتخابات الرئاسية وأحلام اليقظة !
2/10/2014 5:39:00 AM

اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وبدأ الحديث حول تحالفاتها وسيناريوهاتها المتوقعة والتي من ضمنها فكرة استلهام التجربة السنغالية و اتحاد المعارضة هناك من أجل اسقاط الرئيس السنغالى عبد الله واد عبر صناديق الاقتراع التي أوصلته إلى مكانه قبل سنين،ويرى أصحاب فكرة طرح مرشح موحد للمعارضة مدعوم من بعض رجال الأعمال "المعارضين "و الشخصيات "الوطنية المستقلة "ومنظمات المجتمع المدنى بأنها فكرة بامكانها ازاحة الجنرال عزيز و فتح المجال أمام الحكم المدنى في موريتانيا ،وهو حلم طالما راود الموريتانيين وخاصة الطلائع الديمقراطية ...طرح أصحاب هذه الفكرة جميل وحالم وعاطفى ويتسم بالرومانسية ،لكن باعتقادى أن أصحابه غابت عنهم أشياء أو تغافلوا عنها قصداً وهي :

أن الفكرة نجحت في الجارة الشقيقة السنغال لأنها جمهورية ديمقراطية عرفت التداول السلمى الديمقراطي منذ زمن طويل، و أن الانقلابات العسكرية ليست هي وسيلة الوصول للسلطة فيها كما هو الحال في بلدنا المغتصب موريتانيا ،وأن الجيش في السنغال يقف في حالة حياد ولا يدخل نفسه في صراعات السياسيين الأمر الذي يحدث عكسه في موريتانيا فالجيش هو من يرسم خارطة المشهد السياسي الموريتاني و يحشر أنفه في  كل التفاصيل فالجنرالات لا يتورعون عن المشاركة في الحملات الانتخابية و الجيش يسخر كل موارد الدول لدعم ممثله ومرشحه فالانتخابات ،باختصار الجيش هو أقوى حزب سياسي في موريتانيا واَخر انتخابات كانت  أكبر دليل على ذلك.
وفي السنغال الشعب هو الفيصل والحكم ويترك له الخيار وحرية الانتخاب فالادارة حيادية ولا تبتز المواطنين من أجل التصويت للحكومة أو مرشحها وهذا بالطبع يحدث عكسه عندنا .
في السنغال توجد مؤسسات ترعى الديمقراطية وتحمى الدستور وتوجد أسس لدولة القانون وهذا أمر لا مكان له في أرضنا ومازال مجرد حلم من ضمن قائمة أحلامنا المشروعة فمجلسنا الدستورى أسس من أجل تشريع الانقلابات فقط .
والسبب الاَخر بوجهة نظرى الذي يجعل طرح هؤلاء غير واقعى هو أن المعارضة الموريتانية تعشعش في عقول قيادات حساسياتها تراكمات من الاحقاد البينية تمنعها من تحالف حقيقي، وأن عهودها ومواثيقها توضع ليتم نكثها في أول مطب أو احتكاك حقيقي وهذا ما أكدتها تجاربها السابقة واَخرها الانتخابات التشريعية والبلدية الهزلية  الماضية ،وماحدثها قبلها وأثنائها من صراعات ومؤامرات وسقوط في الخطاب بين أطراف المعارضة، تلك الانتخابات التي لم يمر عليها الكثير من الوقت كما هو معروف -يعني الجرح مازال ينزف ولم يطب بعد-.
بالنسبة لي أرى أن موريتانيا تحتاج الاَن لتفكير ثورى وعمل مضنى حقيقي من أجل هبة شعبية تهدف إلى إزاحة النظام العسكرى بكل تجلياته و مظاهره ...هبة ترفض التشريع للحكم العسكرى والمشاركة في مهازله و ألعابه التافهة فصناديق الاقتراع تسقط الحكومات في الدول الديمقراطية فقط ...هبة ترجع للشعب هيبته وكرامته  وهو ما يخلتف عن الطرح السياسي النفعى الذي جربت المعارضة طوال تاريخ "نضالها"من أجل الديمقرطية و العدالة الاجتماعية ...موريتانيا تحتاج إلى من يحارب من أجلها لا من أجل أن يتقاسم كعكة مع عصابة العسكر مقابل تشريع حكمهم ولا من أجل عيون رجال أعمال عرف عنهم دعم الانقلابات و مص الشعب وخيرات الدولة ...موريتانيا تحتاج لمن يعمل من أجل تغيير الشعار المكتوب قرب الثكنات والذي يحذرنا من خروج الثكنة إلى (احذروا  خروج الشعب) .

 

يوميات ملتقى المدونين العرب : في انتظار رحلة العودة
1/23/2014 3:57:00 PM

الصورة الجماعية للمشاركين في ملتقى المدونين العرب

لملمتُ أشيائي و أنتظر الاَن الحافلة التي ستوصلني إلى مطار علياء الدولي من أجل العودة إلى نواكشوط تلك الرحلة الطويلة المتعبة ...وبدأ شريط ذكريات ملتقى المدونين العرب يسيطر على ذهني و سأحاول أن أشارككم معي في بعضها الاَن بدون ترتيب كما فعلت في التدوينتين السابقتين عن اليوم الأول والثاني لأن أفكاري الاَن مبعثرة بين عمان ونواكشوط ...بين لهفتي للرجوع للرفاق وحزني على ترك من تقاسمت معهم أجل اللحظات .
الجلسة الختامية لمؤتمر المدونين العرب
بعد ثلاثة أيام مغلقة على المدونين كانت غزيرة بالورشات المفيدة والنقاشات البناءة،تم اليوم اختتام ملتقى المدونين العرب بجلسة مفتوحة للصحافة و للمهتمين بالمؤتمر،ونظم خلال هذه الجلسة العديد من الحلقات النقاشية حيث قام بعض المدونين المخضرمين بمناقشة واقع التدوين العربي وتحدياته وهؤلاء المدونين هم ناصر ودادي من موريتانيا ومحمد الجوهري من مصر ومالك خضراوي من تونس و أدارة الجلسة المدونة السورية ليلى نشواتي .
بعد ذلك نظمت مناظرة بعنوان "الرقابة لم تعد تهم؛ المراقبة على الانترنت هي المشكل الآن" وكان المدون المصري أحمد غربية مع الفكرة والناشط اليمني وليد السقاف يمثل الجناح المضاد.
ونظمت بعد ذلك جلسة تحمل عنوان "فنانو الثورة و الثقافة المضادة" وتحدث فيها الفنان اليمني أحمد عسيري والمدونة السورية ليلى نشواتي بالاضافة رضا زين من المغرب،قدم كذلك مغني الراب المغربي معاذ المعروف بالحاقد أغنيته التي سجن بسببها في المغرب .لتبدأ جلسة أخرى تحت عنوان "رياح النشاط الرقمي المتحولة" أدارها الصحفي اللبناني أنطوان عيسي وتحدث فيها كل من المدون اللبناني حبيب بطاح، صحفي مستقل عبير قبطي، Oximity.com تولين دالوجلو، المونيتور،بعد انتهاءها انتقل النقاش إلى موضوع تحت عنوان حوكمة الانترنت : هل تهم فعلا في العالم العربي ؟ تحدث فيها كل من محمد نجم، موقع سمكس وفاء بن حسين فهد بطاينة، منظمة الايكان ICANN عابد شملاوي، الجمعية الاردنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واختتمت الجلسات مع نقاش تحت عنوان" ناشط -صحفي "وتحدث فيه  كلن من أسماء الغول، المونيتور لينا عطا الله، مدى مصر لينا عجيلات من الأردن عفاف عبروقي من الأصوات العالمية . 

حفلة حبر 

بعد انتهاء أعمال الملتقى انتقلنا الى مقر مجموعة حبر وكان الفلكلور الأردني ينتظر قدومنا ليقدم نفسه ملهما وباعثا للحياة، فرقصة الدبكة أخذتنا بألقها وألهمتنا وفرضت على الجميع التفاعل مع حركاتها وبعد ذلك قدم لنا مجموعة من المبدعين الأردنين عرضا كوميديا ساخر وساحر تحت عنوان "الباشا"،لنحلق بعد ذلك مع مغني الراب الأردني طارق أبو كويك المعروف بالفرعي ...فقد سافرت بنا كلمات أغانيه إلى كل أقطار عالمنا العربي وشخصت لنا سبب خيبتنا و أكدت وجهة نظرنا في أنظمتنا فكان صوت المطحونين والغاضبين والثائر المخلص وانتهت الحفلة بلحظات الوداع وعناق الفراق الذي أكره .
مع مغنى الراب المغربى معاذ المعروف بالحاقد على هامش حفلة حبر

عرض عن موريتانيا
قمت بتقديم عرض عن الوضع في موريتانيا وذلك أثناء حلقة نقاشية أدرتها مع المدون والناشط الحقوقي البحريني محمد المسقطى وكانت تحت عنوان "دول خارج نطاق التغطية (موريتانيا والبحرين كنموذج ) وكان ذلك باليوم الثالث من أيام ملتقى المدونين العرب .حيث اكتشفت كالعادة أن العرب ليس لديهم إي المام بمايحدث في موريتانيا،وخلال هذه الحلقة النقاشية خرجنا بمقترح وهو أن نحاول خلق تشبيك بين المدونين العرب من أجل التعاضد في القضايا وكذلك التدوين شهريا عن إحدى القضايا الملحة في أحد البلدان العربية .

لامكان في عمان للمدون السوري جواد شربجي 
للأسف لكل الأمور وجهان واحد يبعث على الأمل واَخر يحبط و يزعج حد الغليان وهذا ماحدث في ملتقى المدونين العرب في عمان  ...فقصة منع المدون والناشط السوري جواد شربجي من دخول عمان هي الوجه التعيس للملتقى ...فقد أحزتني الحروف التي أرسل لنا عن منعه ،حيث قال : 
"مرحبًا يا أصدقاء
أنا الآن في بيروت عائدًا، بعد تجربة مميزة قضيتها لمدة 7 ساعات في معتقل
الملكة عليا الدولي، لم أر خلالها سوى الصحراء وبعض رجال الأمن من أصحابالنفسيات المريضة.. سعدت حقًا بتلك التجربة، تعرفت خلالها على العديد منالسوريين القادمين من بلاد مختلفة، والذين ينتظرون نداءً يخرجهم من تلكالغرفة، ذكرتني تلك الساعات بأيام البهدلة في الخدمة العسكرية :)
الآن أنا حزين جدًا إذ لم استطع الاجتماع بكم، لقد كنت أتابع معظمالرسائل والنقاشات التحضيرية، وكنت متحمسًا للجلوس إليكم وتبادل الحديث
والخبرات .. لكن الله أراد غير ذلك.."
إلى اللقاء ياعمان... ساشتاق لكم أيها المدونون الرائعون 

 

يوميات ملتقى المدونين العرب بعمان: اليوم الثاني
1/21/2014 5:04:00 PM

تصوير عامر سويدان 
يوم اَخر مفعم بالنقاش والحيوية و الابداع والمرح وسحق الحواجز الوهمية بين البشر و الانتصار للحرية وتبادل الخبرات واشاعة المعلومة ...يوم بدأ بالابحار في عالم التدوين وقضايا الشبكة وهموم نشطائها وأفل على وقع إيقاعات الجيتار وترانيم الجمال و سحر الابداع .
بدأ اليوم بتجمع صباحي والتعريف بالمنضمين الجدد للملتقى وحدث خلال هذ التجمع  نقاش حضور العربية في المؤتمر 
،والانتقادات التي وجهها البعض لكون أكثر التغريدات المتعلقة بالمؤتمر تكتب بالانجليزية .
وبعد ذلك  انطلقت الورشات التي تنظم في المسار الصباحي في وقتها أي التاسعة بتوقيت العاصمة الأردنية عمان وانخرطت في ورشتي التي اخترت في اليوم الأول لاهتمامي بمجالها،وهي ورشة حوكمة الأنترنت و المناصرة،وقد كان موضوعنا اليوم هو القوانين الجائرة التي تحد من حرية الأنترنت وتقمع الأصوات على الشبكة . وفتحنا مواضيع كثيرة و طرحت العديد من الأفكار،فمثلاً قامت ريم مصري من موقع حبر بالحديث عن فكرة التشارك والتشبيك من أجل الوقوف في وجه القوانين الجائرة في الوطن العربي وتحدثت عن حجب موقع حبر الأردني بموجب قانون النشر بالأردن،وعلى نفس المنوال سار المدون والناشط الموريتاني ناصر ودادي الذي عرض بدوره فكرة إنشاء ويكي لمتابعة القوانين القامعة للحريات في العالم العربي،لكن النقاش تحول فيما بعد إلى تناقض الدساتير العربية مع القوانين التفصيلية وكذلك تحايل الأنظمة العربية على الاتفاقيات الدولية التي توقع عليه وعن فكرة تحفظها .
بعد هذا النقاش تقسمنا كالعادة إلى مجموعات من أجل عصف ذهني حول المواضيع التالية :
-الكيانات (الوزارات و المنظمات غير الحكومية)
-قوانين الأنترنت
-القيم والأخلاقية المجتمعية المحلية
-دراسة الوضع على الشبكة والايجابيات والسلبيات في مجال حرية الأنترنت
وبعد العصف الذهي اجتمعنا مرة أخرى لنتبادل ماخرجنا به ونتقاسم الأفكار و ننظر في كيفية تطويرها وتعميق النقاش فيها .
فمثلا فتحنا النقاش حول أنواع القوانين التي تنظم شبكة الأنترنت في الوطن العربي وكذلك حول المواثيق الدولية مثل الاعلان العالمي لحقوق الإنسان و ضرورة موائمة الدول العربية قوانينها مع هذه الاتفاقيات التي توقع عليها وكذلك حول القيم التي يجب أن تحكم الشبكة
،وحول أدوار المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات في تسير الأنترنت .
واتفقنا على ضرورة الوقوف في وجه محاولة الحكومات فرض حدود للحرية على الشبكة،لكن هناك من قال أنه على المدونين والنشطاء أن يقوموا بميثاق شرف يرفض التحريض على القتل أو الكراهية والخطابات الطائفية وأن الحرية يجب أن يكون لها حدود وتراعى خصوصية المجتمعات،وهناك من رفض هذه الفكرة وقال أن وضع حدود للحرية هو باب لقمع الحريات .
وكذلك تم تقديم عرض عن الأنترنت في لبنان كنوذج ميداني على الوضع في الوطن العربي .
وفي الثانية والنصف انطلقت المسارات المسائية والتي ضمت عدة حلقات نقاش وورشات وعرض خلالها بعض المشاريع  الرائدة على الشبكة وشاركت بدوري في ورشة حول طرق إنجاح حملات المناصرة وكان مديرها المدون الموريتاني ناصر ودادي
،حيث بدأ الورشة بأخذ قضية الصحفي السوداني تاج الدين عرجة كنموذج تطبيقي لشرح خطوات اطلاق حملة مناصرة ناجحة حيث قمنا بنقاش منهجية اطلاق حملة مناصرة و الخطط الاستراتيجية المناسبة لذلك، و كانت فرصة جيدة للتعرف على تفاصيل أكثر عن  قضية هذا الصحفي الذي صرخ  في الثاني عشر من سبتمر ٢٠١٣ في وجه الرئيس السوداني عمر البشير  ورفض ظلمه بحضور الرئيس التشادي وتم الاعتقال بأمر من عمر البشير وهناك قلق بين أهله على مصيره .
في السوق الشعبي الواقع بالقرب من المسجد الحسيني
بعد انتهاء المسارات المسائية ذهبت في جولة مع المدونين أسامة محمد من السودان وعلاء أبي رعد من لبنان، حيث تجولنا في السوق القديم لعمان وتشبعنا بروح المدينة الساحرة وطبعت العلاقات مع الأزياء الأردنية التقليدية  . 
وبعد ذلك تجمع معشر المدونين ليبدأ موعدهم مع التحليق في سماء الابداع والفن، حيث قام المدونون أصحاب المواهب الفنية بالتنافس من أجل اشاعة الأمل وخلق جو من المرح والفرح وقدموا أغنية خاصة بالمؤتمر. لكن تلك الحالة لم تمنعنا من تذكر رفاقنا المدونين المعتقلين في بعض البلدان العربية مثل المقاوم علاء عبد الفتاح الذي كان من المفترض أن يكون أحد المشاركين في الملتقى لكن العسكر حرمونا من رؤيته ولقائه على أرض عمان إلا أن روحه كانت تحلق بيننا وقصته تلهمنا .

 

يوميات ملتقى المدونين العرب في عمان
1/20/2014 3:21:00 PM


صورة من تجمع المدونين (دفاع الأصوات العالمية )
متعب جداً ويغالبني النعاس ويغازلني السرير لكن لايمكنني التسليم للنوم قبل أن أدون عن يومي المميز الجميل،عن أول يوم من ملتقى المدونين العرب في عمان ...عن أحداثه وفعالياته ..
فكم يسعدني أن أتقاسم معكم أفكاره ومعلوماته،وأحاول أن أنقل لكم جزء من الصورة وأبعث من خلال حروفي روح الملتقى لكل من لم يحضر ويتوق لمعرفة مايجري فيه .
بدأت فعاليات الملتقى في الساعة التاسعة بتوقيت عمان بفندق اللاندمارك،حيث تجمع المدونون القادمون من كل الأقطار العربية رفقة بعض المدونين والأكادميين من دول غربية،تجمع الكل ونظم حلقة بشرية وبدأت عملية التعريف بالمدونين،حيث قدم كل واحد منهم نفسه وعبر عن شعوره باللحظة ،وكان ربط الأردني محمد القاق وهمساته الكوميدية وخفة ظله هي ملح اليوم .
وبعد عملية التعريف انتقل الكل إلى مرحلة العمل وتقسم المدونين إلى مجموعات ودخلوا في ورش خمس هي : حوكمة الأنترنت والمناصرة وكتابة القصة الألكترونية والأمان الرقمي وتحويل البيانات  . 
وقد اخترت المشاركة في ورشة حوكمة الأنترنت والمناصرة مع الناشط اللبناني محمد نجم وريم المصري وذلك لاحتياجنا في موريتانيا للتعرف أكثر على الشبكة ومن يتحكم بها و إلى تطوير مهارتنا في المناصرة والحملات الألكترونية .
شاركت في هذه الورشة وفي ذهني قانون مجتمع المعلومات الموريتاني الذي أصدره مجلس الوزاء قبل فترة وعباراته المطاطة .
وبدأ النقاش حول من يتحكم بالأنترنت وبعض أساسيات حوكمة الأنترنت ومصطلحاتها ،و عن منظمة Icann التي يرأسها البناني فادي شحادي ،تلك المنظمة الغير ربحية التي تعتبر المتحكم الأول في الأنترنت و التي تأسست عام 1998 , حيث تختص بتوزيع و إدارة عناوين الاي بي وأسماء المجال وتخصيص أسماء المواقع العليا (ومثال ذلك .com, .info, وغيرها) في جميع أنحاء العالم، ولها وظيفة إدارة الموارد الرئيسية للبنية التحتية للشبكة مثل الحواسيب القاعدية root servers. 
ومن بعد ذلك انتقل النقاش إلى بوادر تشكل حوكمة الانترنت الذي بدأت ارهاصاتها ٢٠٠٣ في مؤتمر المعلومات في جنيف، ذلك المؤتمر الذي كان بمثابة رد فعل على تحكم القوى الغربية في الأنترنت ،وتحدث بعض الحضور عن عن مؤتمر الأنترنت الذي يقوم على التشاركية بين القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني للحديث عن الأنترنت وعن أزمة وعن أزمة طغيان الحكومات واحتكارها للقرار في حوكمة الأنترنت و ضرورة أن يفرض النشطاء صوتهم في نقاشات حوكمة الأنترنت .
ثم وصل النقاش إلى الاتحاد الدولي للاتصالات Itu،و هو وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويتمثل دوره في كونه النقطة المركزية العالمية للحكومات والقطاع الخاص في مساعدة العالم على الاتصال، ويضم ثلاثة قطاعات رئيسية هي الاتصالات الراديوية، قياس نسبة الولوج إلى الأنترنت عبر العالم وهو الذي يضع معايير حوكمة الأنترنت لكنه لا يتحكم فيها . 
وتحدث البعض عن قيام دول مثل روسيا والجزائر والإمارات بالدفع من أجل التحكم بالانترنت من خلال اتفاقيات عالمية عبر Itu .
وانطلق النقاش إلى جدوائية مؤتمرات حوكمة الأنترنت التي تنظم في دول قمعية ،حيث قال الصحفي والناشط اليمني وليد السقاف : 
أنه حضر مؤتمراً في الجزائر حول حوكمة الأنترنت ولاحظ أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر هي تمجيد للدول القمعية وأن توصياته التي قام بها تم رميها عرض الحائط . بدورها قالت ريم المصري من موقع حبر أن مسئول الاتصال في الجامعة العربية قال لها لا نستطيع دعوتكم لمؤتمر لحوكمة الأنترنت لخطركم على الأمن القومي ،وهو مايفيد تعمد الأنظمة العربية اقصاء النشطاء و منظمات المجتمع المدني من نقاش حكومة الأنترنت واحتكار الحكومات للقضية. بعد ذلك قامت ريم المصري بتقديم عرض حول خط سير الأنترنت وعرض توضيحى لخط سير الإيميل وسكايب، ذلك الخط الذي يخضع لسياسة كل بلد وقامت أيضا مع محمد نجم بعرض توضيحي حول خط سير المادة البحثية على محرك البحث جوجل. 
وانتهى بعد ذلك الجزء الأول من الورشة التي ستستمر ثلاثة أيام وهو نفس الأمر بالنسبة لبقية الورشات الصباحية وأخذنا راحة من أجل الغداء .
 
عدنا إلى الميدان في الساعة الثانية والنصف وانقسمنا مجدداً إلى مجموعات وبدأنا عصفاً ذهنياً حول احتياجات المدونين وماذا يستطيعون تقديمه من الخبرات،لتتمخض عن ذلك مجموعة من الورش المصغرة وحلقات النقاش وهي: 
ورشة الأمان الرقمي، و نقاش حول تأثير الرأسمالية على محتوى التدوين في الورشة الأكاديمية وورشة الحكايات الرقمية وتمويل النشاطات .
قمت بالانخراط في ورشة الأمان الرقمي والتي كانت تدور حول صناعة كلمة سر قوية، ويسرني أن اطلعكم على معلومة قالها المدرب وهي أن أفضل كلمات السر هي العشوائية والتي تتخطى أكثر من ١٦ خانة لأن ذلك يصعب تخمينها بل يجعله مستحيل .
بعد انتهاء الورشات تجمعنا في استقبال الفندق من أجل العشاء في مطعم زوربا و جمعتني الطاولة مع المدون الموريتاني ناصر ودادي والتونسي مالك خضراوي والمصري طارق عامر وجرى نقاش رائع وعفوي جاب أغلب قضايا الوطن العربي .
وكان الطابع العام لجو المطعم هو الشغف بالحياة والفرح فالمشاركون غنو للحياة كثيراً ...باختصار كان يومي رائعاً وساحراً مثل عمان...استفدت فيه واستمتعت ونسيت معاناتي مع تأشيرة الأردن التي انتظرتها لشهر كامل حتى كدت أفقد الأمل في الحصول عليها .
قبل أن أنام،أريد أن أخبركم أني سأحاول الكتابة بشكل يومي عن فعاليات المؤتمر و سأواصل أيضا التغطية الفورية عبر التغريد على وسم الملتقى #Ab14.


 

كبة المرفأ أولى بالتبرع
1/9/2014 7:04:00 AM

اَثار التهام النيران لكبة المرفأ
عشنا الأيام الماضية على وقع حالة من الاستفزاز والاستهتار بمشاعر الفقراء والمسحوقين والسبب هو أن مايتحكون في أمور بلدنا ثلة من هواة إذلال الشعوب وعكس كل المفاهيم والقيم ...ففي هذه الأيام ظهرت الطبقة الحاكمة في مشهد كرنافلي تعيس وهي تستعرض قدراتها على التبرع لقضايا لا تمس المطحونين بل تهدف لإلهائهم عن همومهم الحقيقية،فقد هرولوا  للتبرع في تليتون نظمته وزارة الثقافة والشباب والرياضة واستمرت تلك المسرحية لمدة ٣٠ ساعة وحصدت ٦٠٠ مليون أوقية ولم يكن التيلتون من أجل قضية خيرية ولا مساعدة منكوبين ولا ضحايا كارثة انسانية، بل لمشاركة منتخب المرابطون(منتخب موريتانيا لكرة القدم) في بطولة افريقيا للمحليين وقدم الأمر على أنه انتصار للوطنية وروحها،ولم ينقاش المتبرعون لماذا يضعون هذه الأموال ؟،ولماذا لا تقوم الجهة الوصية على توفير الأمكانيات اللازمة من أجل مشاركة منتخب المرابطون ؟،ومتى كانت المشاركة في البطولات الإقليمية كارثة انسانية تتطلب التبرع ؟،ولم يتساءلوا أين ذهبت ثروات وطننا وأي ذهبت ضرائبنا ؟ وماذا حل بخزائن الدولة التي يصرخ بنا الجنرال كل حين إنها مليئة بالأموال ؟
طبعا لم يتساءلوا لأن الهدف من التبرع ليس خدمة الوطن بل هو المشاركة في جوقة التصفيق وإثبات الولاء للحاكم العسكر !!
المهم،
الدمار هو سيد الموقف 
بعد هذه الحالة الجنونية التي عشنا فيها في الأيام الماضية ،استيقظنا على حريق كبة المرفأ و سحق النيران لأكثر من ستمائة عريشة كانت تؤوي عائلات موريتانية طالما اشتكت وتظاهرت من أجل أن توفر لها قطع أرضية وأماكن للعيش بكرامة،وصرخوا أن أي حريق سيؤدي إلى القضاء عليهم لأن الأبراج والأعرشة المكونة لهذا الحي مصنوعة من الحطب،لكنهم لم يجدوا من يستمع لهم ولا يحقق لهم مطالبهم -فقط لأنهم مواطنون بسطاء - .
قام الجنرال عزيز بعد هذه الحادثة بزيارتهم ووعدهم كما يفعل دائما ولم يزد الأمر عن ذلك -ومن يعرف الجنرال ويعرف وعوده العرقوبية لن تزيده تلك الزيارة إلا احباطا -،وتم منع الصحفيين من تغطية مأساة سكان هذا الحي المنكوب وكذلك تم تمنع أحد الأحزاب من مساعدة سكانه ولم نسمع لحد الاَن أي من اللذين تبرعوا لمنتخب المرابطون يدعو لمساعدتهم،و لم يصرخ كذلك الجنرال في المواطنين من أجل التبرع لهم ولم يعلن عن تليتون ولا مايشابهه .
هذه القصص تثبت لي أننا في وطنن تيسر فيه الأمور بشكل معكوس يبعث على الغثيان والاسمئزاز،فالكوارث الانسانية لا تجد من يتضامن مع المتضررين معها ولا من يمد لهم يد العون والحكومة والحاكم العسكري يتجاهلونها و يمنع مساعدة ضحاياها وتغطية أخبارهم،أما المشاركة في البطولات الاقليمية واعداد منتخابات كرة القدم التي من المفترض أنها تتبع لجهة وصية فتجد حملات التبرع لهم والصراخ من أجل المساعدة .
هذه الحالة تثبت مدى الانحطاط والسخافة التي وصلنا لها حيث لا قيمة ولا كرامة للانسان ...وأننا نعيش أزمة قيم بامتياز وحالة من السقوط الفاضح .
وقبل أن أنهي سطوري أتمنى أن نبدأ حملة لمساعدة المتضررين من حريق كبة المرفأ فالتبرع لهم أولى من المهازل التي استفزنا بها النظام في الأيام الماضية .


 

موريتانيا : الشركات الأجنبية تتسابق في فصل الموريتانيين
12/23/2013 2:07:00 AM


العامل الشيخ ولد محمد ولد اسويدي الذي فقد أصابع يده أثناء عمله في mcm لترميه الشركة بعدها

انقشع غبار الانتخابات التشريعية في موريتانيا وانتهى العرض الهزلي ليفرغ الشعب إلى همومه وماَسيه الحقيقة بعد متابعته لمسلسل مكسيكسي تافه سيء الاخراج والسيناريو . وكانت أول الصدمات التي تقابل المواطن الموريتاني هي دخول شركات التعدين الأجنبية العاملة في موريتانيا في خطة لتطهير مناجمها وشركاتها من العمال الموريتانيين.
فقد قامت شركت كينروس تازيزت الكندية التي تستخرج الذهب الموريتاني يوم الأحد 22-12-2013 باخطار 293 عاملا من عمالها بتسريحهم ،272 منهم في منجم تازيازت، من ضمنهم 71عاملا في مجال التنقيب؛ و 21 في مكاتب نواكشوط في العاصمة نواكشوط . 

وقد أصدرت الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا بيانا يوضح عدم قانونية فصل عمال الشركة قالت فيه :
• ان قرار كنروس تازيازت القاضي بالفصل الجماعى لمجموعة من عمالها يعتبر باطلا بقوة القانون وعديم الأثر نظرا لمخالفته الصريحة للمسطرة القانونية المنصوص عليها فى المادة 55 و ما بعدها من مدونة الشغل والمادة 30 من الاتفاقية الجماعية للشغل والمتعلقة بالفصل لأسباب اقتصادية.• ان المسوغات التي ساقتها ادارة كنروس تازيازت لتبرير تقليص العمال والمتمثلة في تراجع سعر الذهب وارتفاع تكلفة الاستخراج ليست مقنعة بالمرة حيث لا توجد بالضرورة علاقة سببية بين ارتفاع أسعار الذهب وارتفاع تكلفة الانتاج. ثم ان سعر الذهب أثناء شراء منجم تازيازت من طرف شركة كنروس كان أقل من سعره في الوقت الراهن (حيث لم يكن سعر الذهب في 30 يونيو 2010 يتجاوز 1197 دولار بينما وصل سعر أونصة الذهب أمس الأول (20 دجمبر 2013) حدود 1202 دولار في الوقت الذي يجمع معظم المحللين علي أن أسعار الذهب ستعاود الارتفاع خلال العام المقبل) أضف الي ذالك الي أن الشركة تمكنت من تعويض خسائرها الناجمة عن تراجع أسعار الذهب من خلال خفض قيمة العملة المحلية ( التي يتم بها دفع أجور ومستحقات العمال) الذي شهدته بلادنا خلال السنوات الأخيرة .
وحسب بعض المصادر العمالية فان شركة كينروس تازيازت قامت بتحويل عمال تابعين لها في غانا إلى موريتانيا وذلك لعدم حاجتها لهم في دولتهم لأن نشاطها فيها يشهد انتكاسة و لكنها لم تستطع تسريحهم بسبب تهديد الحكومة الغانية لها بالطرد إن فعلت ولكن الحكومة الموريتانية سمحت لها أن تستجلبهم إلى موريتانيا من أجل العمل في فرع الشركة فيها وتسرح بعض العمال الموريتانيين .

وعلى نفس المنوال سارت شركت mcm الكندية التي تستخرج النحاس والذهب في موريتانيا .حيث قامت صباح اليوم الإثنين ٢٣-١٢-٢٠١٣ بفصل١٦٠ عاملاً من عمال المقاولة SMBTD\Aprescoge كدفع أولي، بالاضافة  إلى  الحديث عن دخول الشركة في تنفيذ خطتها الرامية إلى فصل 250 من عمال الشركة الأم خلال هذا الأسبوع ، وكانت شركة mcm قامت الأسبوع المنصرم بفصل ١٦ عاملا من عمال الحراسة التابعين لمقاولتها MSS . 

وفي إتصال لي مع العامل عالي ولد محمد سيدي من مدينة أكجوجت وهو أحد المتضررين من عملية الفصل قال لي :
"نحن نتعرض لعملية انتقام بسبب الاضربات التي قمنا بها العام الماضي من أجل انتزاع حقوقنا والانتصار لكرامتنا (تم قمع هذا الاضراب بوحشية من قبل النظام الموريتاني وتوفي العامل ولد الشظوفي خلاله بعض تعذيب الحرس الوطني له )والشركة تربح بشكل واضح وتطور أنشطتها وتوسعها وهي بحاجة للعمال لكنها تقصد استبعاد الموريتانيين واستقدام الأجانب وترفض أن تعطينا أبسط حقوقنا وأن تعاملنا كبشر لهم كرامه."
وأضاف :
"للأسف مفتشية الشغل متواطئة مع الشركة وكذلك النظام و الأمن فنحن عندما حضرنا اليوم إلى مقر الشركة جائنا الأمن وقال لنا من يوجد إسمه في هذه اللائحة عليه المغادرة الاَن وإلا سنستخدم العنف ."
وأنهى حديثه معي قائلا :
"إن هذه الوضوعية لن تؤدي إلا إلى الانزلاق إلى مزيد من التأزم وأنها خطر على استقرار البلد لأن عمال هذه الشركات مجموعة من معيلي الأسر وتشردهم خطير على الوطن ."
وقد أجريت اتصال بصديقي الناشط العمالي عثمان ولد كريفيت حول الموضوع قال لي فيه :
إن الشركة كانت تؤجل عمليات الفصل هذه حتى تنتهي الانتخابات وذلك حسب رغبت النظام،و أضاف :
"منذ 3 اشهر والمدير العام ل MCM يهدد بفصل 250 عاملاً بعد أن فصل 42 من عمال التنقيب و100 عامل من عمال الطريق .وعندما اقتربت الانتخابات واشتكي من يسمون اليوم مناديب الشركة بمحاولة أخذ المساطر القانونية وتم دعوة الجميع الي ادارة الشغل لم يتراجع المدير.
وانما طلبت منه الدولة أن يؤجل هذا الفصل وكان من المتوقع أن يكون بعد الشوط الأول وعندما أسفرت الانتخابات عن شوط ثاني أجل القرر ليقوم به يوم أمس بعد انتهاء الشوط الثاني .
السلطة يوم أمس عندما استلمت الرسالة من المدير العام كانت مذهولة وتتخوف من اضراب وخاصة أن الفصل متعدد بين الشركات والمنتظر يشمل الكثير من معيلي الأسر"
وقال كذلك أن القرار باطل من الناحية القانونية لأنه تم قبل أن تنهي لجنة الوساطة أعمالها التي مازالت عالقة مع وزارة الشغل .
كل هذا يحدث وسط صمت تعيس وتواطؤ من قبل الوجهاء المحليين والمواقع الاخبارية الموريتانية والنظام وبعض السياسيين والسبب هو أن هذه الشركات تقوم برشوة الكل من أجل السكوت على جرائمها التي لاتقتصر على فصل العمال الموريتانيين بل تتجاوز ذلك إلى نهب الثروة وتلويث البيئة وهي التي لا تمنح لموريتانيا سوى الفتات من خيرات ما تستخرج من أرضها .
ويبقى السؤال المطروح إلى متى ستظل هذه الشركات تنهب ثروتنا وتحتقر عمالنا ونحن ساكتون؟

 

المقاوم علاء عبد الفتاح سجين مرة أخرى !
12/15/2013 12:50:00 PM

علاء عبد الفتاح يحتضن إبنه الذي ولد وهو في سجن المجلس العسكري، ويقضى اليوم  أول عيد ميلاد له وهو في سجن السيسي
منذ بداياتي الأولى في التدوين والنشاط على الشبكة العنكبوتية وأنا أسمع عن ذلك الشاب اليساري المصري المقاوم علاء عبد الفتاح . أسمع عن نضاله ضد نظام مبارك و نشاطه من أجل انتصار الانسان في وطنه الذي يسكن وجدانه ويتغلغل في مكنونات روحه. كنت أتابع تلك السمفونية المصرية الملهمة حد الإنبهار. فقد كانت قصة ذلك المدون السيزيفية  تعبيراً عن الحالة المصرية الملتهبة و المتوثبة نحو التغيير والثورة...فحين يعلو صوت المد الجماهيري يظهر ذلك على صفاحات مدونته و حين يشتد بطش النظام تسمع إسمه من بين المعتقلين والمقموعين...فقد ذاق صاحب القلب الثائر الرافض "لكتالوج النظام "مرارة السجن في عهد مبارك،حيث حبس خمسة وأربعين يوماً فقط لأنه إحتج مع الإنسان المصري على وضعه المزري.وحين بدأت الاحتجاجات على طريقة  إدارة المجلس العسكري لمصر في سنة 2011 بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ،كان مصيره السجن،و ذلك لمدة الشهر حرم فيها من حضور إبنه إلى عالمنا البائس ...حرم من مشاركة عائلته فرحها (كان علاء عبد الفتاح خارج مصر وتم استدعائه ليحاكم عسكريا فقرر الرجوع إلى مصر من أجل أن يفضح قضية تعرض المدنيين لمحاكمات عسكرية )...و في زمن الرئيس المصري السابق محمد مرسي،لم يسكت علاء عبد الفتاح على ما اعتبره محاولة لتكميم الأفواه،فكان مصيره الاتهام بالتحريض على الحكومة. 
واليوم يعيش الرفيق علاء عبد الفتاح محنة أخرى وقصة نضالية جديدة والسبب دائما رفضه للظلم والخنوع وأنه لايمكن أن يلعب دوراً غير الدفاع عن أنات المواطن المطحون و أن يكون الصوت في زمن السكوت. 
حيث يقوم نظام السيسي بوضعه خلف القضبان و تقييد حريته،وحسب بيان حملته الداعمة  فإن علاء تعرض للتكنيل أثناء اعتقاله وتم التعدي كذلك على زوجته منال حسن، وجاء في البيان أيضا أن الاعتقال جاء على خلفية مشاركته في نشاط نظمته مجموعة لا للمحاكمات العسكرية:
كانت مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين قد دعت للتظاهر يوم 26 نوفمبر أمام مجلس الشورى لحث لجنة الخمسين على وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور الجديد وضمان أن يُحاكم كل متهم أمام قاضيه الطبيعي. وقامت قوات الشرطة بقمع المظاهرة السلمية باستخدام عنف شديد غير مبرر. حيث قامت باستخدام المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة، وبإعتقال كل من طالته يداها.تم إعتقال أكثر من 50 شخصًا بشكل عشوائي، وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح العديد منهم في نفس اليوم لتفادي الضجة الإعلامية، تم التحفظ على 24 آخرين.
ثم أصدرت النيابة أوامر ضبط وإحضار لإثنين من النشطاء المعروفين، علاء عبد الفتاح وأحمد ماهر. وفي حين أن كلاهما كان قد أعلن قراره بتسليم نفسه للسلطات، قامت الشرطة بإقتحام منزل علاء عبد الفتاح بالقوة، مساء 28 نوفمبر، وأعتدت عليه وعلى زوجته منال حسن بالضرب.
اتهمت النيابة علاء عبد الفتاح وحده بالدعوة للمظاهرة دون تصريح من السلطات,. تم إخلاء سبيل 23 من المتهمين بضمان الكفالة المالية، بينما مازال علاء عبد الفتاح وأحمد عبد الرحمن محتجزين على ذمة القضية.
علاء عبد الفتاح قصة مصرية تجعلك تطمئن على اسمترارية الإنسان المقاوم والرافض للذل،في زمن يبيع فيه المناضلون ضمائرهم بين طرفة عين وانتباهتها،فهو إبن لرفيقين كرسا حياتهما من أجل إعلاء قيم القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة وأخ لمناضلة تناهض الحكم العسكري ...الحرية لعلاء ولكل رفاقه الذين يتنفسون الحرية الاَن في سجون السيسي وليسقط القامع والجلاد وكل القوانين الجائزة .

 

ماديبا الإنسان
12/6/2013 8:47:00 AM

أثناء تأبين مانديلا في نواكشوط بساحة مايو 
من وسط غبار الطغيان والعنصرية والكراهية واحتقار الانسان وغيوم أسطورة تفوق الرجل الأبيض ودونية الأسود وسيطرت الخرافة والجهل...خرج ذلك المارد الأسود وأعلن ثورته على الظلم و التمييز العنصري...تقلبت أحواله و أفكاره من اليمين إلى اليسار وصقلته التجارب حتى أصبح إنساناً يسمو فوق العرق واللون والدين...تخلص من فكرته المسبقة عن بعض التوجهات الفكرية فقد كان ينظر بالريبة للشيوعيين ويعتبر فكرهم غريبا على بلده الإفريقي و لكن بعد احتكاكه بهم ونقاشه معهم أصبح معجباً بطرح كارل ماركس و فريدريك أنجلز و رافقهم و دعموا نضاله واحتضنوه داخلياُ وخارجياً...عارض اتفاقية الدفاع عن حرية التعبير في جوهانسبرغ التي اطلقت سنة 1950 المكونة من نشطاء أفارقة وهنود وشيوعيين و التي دعت إلى إضراب عام ضد نظام الفصل العنصري و السبب أن المبادرة ليست بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لكن بعد دراسته للتجربة عرف أنه أخطاً ولم يكابر و وضع يده بعد ذلك في يد نشطائها واَمن بضرورة العمل مع الجميع وأممية الإنسان وضرورة الاعتراف بالتنوع والاَخر...ناضل سلمياً سنين عديدة وحين تبين له أن الكفاح المسلح أصبح ضروريا وأن الوقوف في وجه عنف الدولة العنصرية يتطلب السلاح واستخدام القوة شارك عام 1961 في تأسيس حركة مسلحة تحمل إسم «اومكونتو وي سيزوي» ("رمح الأمة"، يختصر MK)...رفض أن يساوم على نضال شعبه وكان صوته الصادق و رسوله إلى العالم وأقنع نضاله البشر في أرجاء المعمورة...لم يفكر يوما في مصلحة ذاتية وصبر على السجن والعذاب سنين عديدة واَمن بطول النفس في النضال،و لم يترك للاحباط فرصة ليتسلل إلى خلجات نفسه الثائرة، فقد قال في كتابه (مسيرة طويلة نحو طريق الحرية):
"ولم يدر في خلدي قط أنني لن أخرج من السجن يوماً من الأيام،وكنت أعلم أنه سيجئ اليوم الذي أسير فيه رجلاً حراً تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي ؛ فإنني أصلاً إنسان متفائل، وجزء من هذا التفاؤل أن يُبقى الإنسان جزءاً من رأسه في اتجاه الشمس وأن يحرك قدميه إلى الأمام . وكانت هناك لحظات عديدة مظلمة اختبرت فيها ثقتي بالإنسان بقوة ولكنني لم أترك نفسي لليأس أبداً . فقد كان ذلك يعني الهزيمة والموت".
تعلم من تجاربه وقيمها و لم يكن يتعصب للفكرة ولا للرأي فحين تقنعه بفكرة  كان يسير خلفها ويعمل من أجل نجاحها.
وحين تبين له أن هناك أمل في أن تقوم مصالحة وطنية في وطنه لم يتعصب و لم ينتصر لنفسه وكان صوت الحكمة والتضحية، لم يحاول الانتقام بل كان مثالاً للانسان المتسامي صاحب النظرة المستقبلية و لم يجر أحقاد الماضي لطاولة الحوار،و لم يسمح لها بالدخول في تفاصيل الجلسات.
وحين خول له نضاله الوصول إلى الكرسي و حكم وطنه لم يتجبر ولم يغتر وحاول أن يمثل حكمه نموذجا للتعايش والتشارك في الوطن،ولم يحاول أن يمكث في الحكم ولا استغلال تاريخه وعاطفة شعبه نحوه وترك للأجيال القادمة الفرصة في الحكم وذهب من بعد فترة رئاسية واحدة .
وحتى في هرمه وشدة وطأت المرض عليه وخروجه من إطار ودائرة السلطة لم يترك خدمة الشعب فقد ظل مواطناً مبادرا من أجل شعبه و دأب على مساعدة الفقراء والمرضى فيه و كل من يحتاج للعطف والحنان.
حاول قدر المستطاع أن ينقل قيم تجربته النضالية إلى أصقاع الأرض و أن يدعم الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار والطغيان،فقد كان داعما شرسا لنضال الشعب الفلسطيني وصوتا من أصوات الشعوب التواقة للحرية في قارته السمراء المثقلة بالجراح والماَسي ...
إنه روليهلاهلا ماديبا أو" نيلسون مانيدلا" أيقونة النضال من أجل كرامة الإنسان في جنوب إفريقيا والعالم ،ذلك الرجل الذي تبكيه البشرية اليوم لا لماله ولا لسطوته، إنما لكونه إختار أن يكون إنسانا فقط.

مصادر :
ويكيبيديا
كتاب :مسيرة طويلة نحو طريق الحرية 

 

الانتخابات تزيد الاحتقان في موريتانيا
11/25/2013 7:49:00 AM

رئيس اللجنة المستقلة للانتخبات في كيفة  وهو نائم بجانب صناديق الاقتراع
بدأت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والبلدية في الظهور و طفت مجدداً على السطح قصص التزوير والتأثير على إرادة الناخب الموريتاني،وانطلق النقاش حول نجاعة المشاركة وسلامة موقف المقاطعين والرافضين للانخراط في هذه اللعبة.
فالمقاطعون يعتبرون أن موقفهم المبدئي من الانتخابات،هو رفض للانخراط في لعبة تهدف إلى تشريع الحكم العسكري وتقوية القبيلة وتقويض الدولة،وأنهم نجحوا في ايصال صوتهم وتعرية الانتخابات وجعلها مشردة داخليا وخارجيا (الانتخابات الحالية رفض الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وكثير من المنظمات الدولية مراقبتها ) .فهذه الانتخابات تمت مقاطعتها من طرف طيف كبير من الشعب الموريتاني،فمن بين أكثر من مليوني موريتاني يحق لهم التصويت لم يسجل على اللائحة الانتخابية سوى مليون و مائتي ألف مواطن موريتاني وذلك بعد مطالبة أطياف من المعارضة بمقاطعة ذلك الاحصاء. وحتى الذين سجلوا على اللائحة الانتخابية فقد قاطع منهم الكثيرون،فحسب التلفزيون الرسمي نسبة المشاركة كانت 60 % (اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لم تعلن نسبة حتى الاَن ) وهي نسبة مازالت محل تشكيك، لكنها حتى لو كانت صحيحة فذلك يعني أن 40 % من المسجلين على اللائحة الانتخابية قاطعوا الانتخابات،وحين نقارن نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية باَخر انتخابات تشرعية نجد أن النسبة شهدت انتكاسة فنسبة انتخابات 2006 كانت 73,42% .
ويدعم المقاطعون للانتخابات موقفهم بحوادث التزوير التي تحدثت عنها بعض الاحزاب المشاركة في الانتخابات ، فمثلا أصدر حزب تواصل الاسلامي ورقة رصد فيها مجموعة من الخروقات التي شابت عملية الاقتراع.مثل التصويت بدون بطاقة التعريف، عدم تمكين ممثلي اللوائح من التثبت من هويات الناخبين، التصويت عن آخرين دون مبرر، السماح بتصويت ناخبين غير مسجلين على اللائحة باستخدام أسماء ناخبين آخرين، محاولة عسكريين التصويت وهم يرتدون أثوابا مدنية، منع بعض الناخبين من التصويت ما لم يحضر ناخبون آخرون،منع بعض الناخبين من التصويت بحجة أن أسماءهم سبق التصويت عليها،ممارسة بعض مسؤولي المكاتب للدعاية الحزبية داخل المكتب، تردد بعض أعضاء الحكومة على مكاتب التصويت  رغم أنهم غير مسجلين أصلا في الدائرة الانتخابية وتوجيههم للناخبين، منع ممثلي الاحزاب من دخول المكاتب رغم حملهم اعتمادات من اللجنة المستقلة للانتخابات ومن الحزب .
وكذلك تحدث حزب تواصل عن قيام اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بتغيير النتائج لصالح الحزب الحاكم .
وهو ما أكدته شهادته أدلى بها عضو احدي ممثليات اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لموقع ديلول ،قال فيها :
"إنه تفاجأ بتغيير نتيجة انتخابية ارسلتها لجنته المحلية للجنة الانتخابية المركزية. وأوضح عضو اللجنة الفرعية انه عندما كان يستمع لنقل اذاعة موريتانيا من استديوهها المركزي داخل مقر اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نواكشوط، للنتائج النهائية التي تقدم للصحفيين في الاستديوه، لاحظ تغيير نتيجة مكتب من المكاتب التي كانت لجنته الفرعية قد ارسلت نتائجها، لصالح لائحة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، حيث وضعتها في المقدمة بينما كانت في المؤخرة".
وكذلك حديث مسئول الإعلام في حزب التحالف الشعبي التقدمي عثمان ولد بيجل عن التزويرالكثيف في الانتخابات وتواطؤ اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات .
و مايبعث على القلقل ويؤكد التزوير هو تأخر اصدار النتائج من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات
، وهو ماجعل العديد من الأحزاب المشاركة في الانتخابات تؤكد أن هناك نية لاستبدال النتائج،ما أدى إلى محاصرة أنصار حزب الوئام لمكاتب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في روصو والمذرذرة جنوب موريتانيا وقيام أنصار حزب تواصل الاسلامي بمحاصرة مقر اللجنة في لعيون في الشرق الموريتاني وحدوث مواجهات في مدن موريتانية عديدة .و أفرزت النتائج الاولية للانتخابات اكتساح الحزب الحاكم والاحزاب التي تدور في فلك النظام لمقاعد البرلمان وعدم حصول "المعارضة المشاركة " على تمثيل محترم، فما أعلن عنه حتى الاَن من نتائج يجعل تمثيل المعارضة المشاركة فضائحي فمقاعدها لاتقارن بماحصدت المعارضة في اَخر انتخابات تشريعية (الانتخابات التي نظمت بعد الاطاحة بالرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيد أحمد الطائع )،رغم دخولها في شوط ثاني في بعض المناطق لكن المراقبون يجدون أن تأجيل الحسم إلى الشوط الثاني ماهو إلا مقدمة لمزيد من التزوير لصالح النظام .
حتى الاَن لم يصدر أي رد فعل سلبي من ناحية أحزاب المعارضة المشاركة (تواصل والتحالف الشعبي التقدمي) ومازالت تقول أنها متقدمة وتدافع عن مشاركتها في الانتخابات رغم الأخبار التي تفيد أنها تمثيلها سيكون ضعيف جداً.
لكن أظن أن مع إعلان النتئائج بشكل رسمى وتأكد استحواذ الحزب الحاكم على البرلمان قد نشهد تطوراً في المشهد الانتخابي
، وقد نجد انسحابات من الانتخابات،ورجوع لمعسكر المعارضة المقاطعة من قبل المشاركين من مسعكر المعارضة،وهو مايجعل الأزمة تتطور والصراع يدخل مراحل جديدة .
فالمعارضة ستظل على موقفها من هذه الانتخابات وسترفض نتائجها كما رفضت المشاركة فيها،مايطعن في شرعية البرلمان المنبثق عنها وبالتالي سيكون لدينا برلمان مطعون في شرعيته ومؤسسة رئاسية إنقلابية لا تحظى بأدنى شرعية.
وستظل الأزمة السياسية على حالها وقد تتفاقم الأمور حين يحين موعد الانتخابات الرئاسية المفترض تنظيمها في العام القادم فبالاضافة إلى أزمة الشرعية
،هناك أزمة الغضب من البطالة والفقر والظلم الاجتماعي والفساد والنهب الممنهج للثروة .

 

موريتانيا: الإنترنت والتوق إلى التغيير
11/10/2013 7:00:00 PM

صورة من إعتصام سابق للمعارضة في ساحة إبن عباس، نواكشوط

تنويه: كتبت هذا الموضوع لموقع ملتقى المدونين العرب  
كانت أول مصافحة بين موريتانيا وشبكة الانترنت في عام 1997، وتمت في نطاق ضيق فقد كانت هناك شركة وحيدة تتصل بالشبكة هي "توب تكنولوجيز"، وظل تواجد الإنترنت ضعيفاً وعلى نطاق ضئيل، فمع بداية الألفية لم يكن عدد المستخدمين يزيد عن الألفين، حيث كان الوصول إلى الشبكة يقتصر على بعض المؤسسات وبعض المقاهي في وسط العاصمة.
إلا أن هذا الرقم بدأ في الصعود وحدثت مؤخراً ثورة في الولوج إلى الشبكة وخاصة مع موجة الربيع العربي والانخفاض النسبي الذي حدث في أسعار الانترنت – رغم أنها ما زالت مرتفعة جداً بالمقارنة بالدول العربية الأخرى وبمستوى الدخل للمواطن الموريتانيالمنخفض جدا - وكذلك توفير شركات الإتصالات لخدمة الإنترنت على الهواتف النقالة فقد وصل عدد المستخدمين  إلى 180.000 مستخدم، أي 5.4% من السُكّان.
التدوين والنشاط على شبكات التواصل الاجتماعي
تشهد موريتانيا الآن طفرة في النشاط على الشبكة أفرزتها حالة الاستقطاب والاحتقان السياسي والحقوقي التي بدأت موريتانيا تعيشها مع بداية الربيع العربي، فكانت المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي ملاذ النشطاء والمحتجين الغاضبين والمطالبين بالتغيير، وهو ما تجلى في فتح العديد من المدونات التي تنقل الاحداث وتحللها.
فعبر المدونات استطاع المدونون الموريتانيون أن ينقلوا هذه الاحتجاجات إلى جمهور أكبر وتغطيتها على عموم الحوزة الترابية لموريتانيا، وظهرت مؤخراُ العديد من المدوناتالجهوية (مدونات المدن الداخلية) والشخصية التي تنقل أخبار الأقاليم الموريتانية التي تقع خارج نطاق تغطية الصحافة التقليدية، وذلك عبر الصور والتغطيات الميدانية وهو ما كانت تفتقده الصحافة الموريتانية التي يتمركز نشاطها أساساً في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فالمؤسسات التي تملك مراسلين في الولايات الموريتانية الداخلية أقل من أصابع اليد الواحدة ، رغم أن عدد المواقع الموريتانية التي يتم تحديثها بشكل يومي يزيد عن 250 موقع، لكن تحديثها يغلب عليه طابع اللصق والزق.
وكذلك وجد الموريتانيون في فيسبوك متنفساً، وأصبح تواجدهم عليهم يزداد بشكل متسارع، حتى وصل حسب قسم الإعلانات في فيسبوك إلى 154,000 مستخدم 72% منهم الرجال و 28 من النساء، و 57% تحت 20 سنة و 85% تحت الثلاثين سنة، وحسب نفس الاحصائية فقد زاد عدد مستخدمي فيسبوك في موريتانيا بحوالي 40 ألف خلال العام الماضي.
وحين نرصد ما يكتبه هؤلاء المستخدمون و ما يتبادلون من معلومات على فيسبوك، نلاحظ طغيان القضايا السياسية والحقوقية والمطلبية على المشهد.
فعبر فيسبوك تحدت النقاشات حول القضايا المطروحة في موريتانيا، وتتم تغطية الاحتجاجات الشعبية والشبابية، حتى أن النشطاء على هذا الموقع أصبحوا مصدراً للصور والأخبار ومغذّ أساسي للمواقع الإخبارية الموريتانية التي تأخذ ما يكتبون وما ينشرون على صفحاتهم الشخصية.
وعبر فيسبوك استطاع الشباب الموريتانيّ أن يحشد لخروجه في الخامس والعشرين من فبراير / شباط 2011 مطالباً بالدولة المدنية في ما عرف بانتفاضة شباب 25 فبراير، التي ظهرت مع بداية الربيع العربي وسقوط الطغاة في تونس ومصر، والتي واجهها النظام بالقمع والتنكيل، تلك الانتفاضة التي كان لها تأثير كبير في زرع ثقافة الاحتجاج في الشارع الموريتاني. وكذلك قام النشطاء الموريتانيون عبره وعبر المدونات بإطلاق حملات تدوينية ضد الفساد والقمع وغياب المؤسسية وضد شركات التعدين الأجنبية في موريتانيا. وأطلقت من خلاله العديد من المبادرات الثقافية والتنويرية (مبادرة ملتقى 21 أغسطس الثقافي – مبادرة "اتكلمي" للانتصار لحقوق المغتصبة – مبادرة المعرفة للجميع لتشجيع القراءة).
أما تويتر فلا يزال الحضور الموريتاني عليه دون المستوى مقارنة مع فيسبوك رغم أنه شهد مؤخراً طفرة في الأعداد المتواجدة من الموريتانين، وكذلك الحسابات النشطة عليه (2000 مستخدم موريتاني على تويتر حسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان)، وأصبح أيضا مكاناً جيداً بالنسبة للنشطاء الموريتانيين لإطلاق الحملات الإلكترونية ضد النظام وللتغطيات الميدانية وكذلك ربط الصلات بالنشطاء الدوليين والعرب وسائل الاعلام الدولية والعربية.
السلطة والنشاط على الشبكة
رغم أنه يوجد في موريتانيا قانون يمنع السجن في قضايا النشر والتعبير عن الرأي إلا أن المدونين الموريتانيين يتعرضون باستمرار للتنكيل والقمع و التوقيف وذلك حين يقومون بتغطية الاحتجاجات الشعبية ونشر أخبار مزعجة للنظام، وكانت آخر تلك القصص توقيفالمدون الموريتاني باباه ولد عابدين، الذي تم توقيفه لمدة خمس أيام على خلفية كشفه لحادثة اغتصاب حدثت في ولاية تكانت في الوسط الموريتاني.
وكذلك سبق وأن قامت نقابة الصحفيين الموريتانيين بالتظاهر قي وقت سابق ضد القمع الذي يتعرض له الصحفيون أثناء تغطيتهم للاحتجاجات.
لكن ما يبعث على القلق لدى المدونين الموريتانيين هو مصادقة مجلس الوزراء الموريتاني في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول على مشروع قانون لتنظيم "مجتمع المعلومات الموريتاني" يحمل عبارات فضفاضة اعتبرها المدونون محاولة من الحكومة للسيطرة على عالم شبكة الإنترنت والتدوين من خلال قانون يكمم الافواه ويقيد الحريات. وهذا نص القانون:
"إن ظهور مجتمع المعلومات على اثر الثورة الرقمية وفي ظل العولمة يستدعي اتخاذ استراتيجيات وطنية من أجل إنشاء إطار مناسب للتقنيات الجديدة للتنمية،
وفي هذا السياق يهدف مشروع القانون التوجيهي الحالي إلى تحديد المبادئ الأساسية للمجتمع الموريتاني للمعلومات وإطاره المؤسسي وحقوق وواجبات مختلف الفاعلين وأسس الشراكة وحيثيات التمويل أخذا بعين الاعتبار لضرورة المحافظة على النظام العام وصيانة الأخلاق الفضيلة".
-مشروع قانون يتعلق بالجريمة السبرانية.
يضع مشروع القانون الآليات القانونية والتنظيمية للجرائم والجنح المتعلقة بتنمية التقنيات الجديدة للاعلام والتحولات المرتبطة بها وذلك من خلال مجموعة من الأحكام القانونية والجنائية الهادفة إلى حماية المصالح العليا للوطن وحقوق المواطنين."
ليس القمع والتنكيل وحده ما يؤرق المدونين في موريتانيا لكن ضعف الإنترنت وسوء خدمات الشركات المزودة بالخدمة يصعب النشاط على الشبكة، ففي كثير من الأحيان تنقطع الشبكة ويصعب ولوج بعض المواقع وحتى يحجب بعضها لكنهم يراهنون على تطور الشبكة أكثر من أجل خلق رأي عام أكثر فاعلية رافض للفساد والظلم ولإنتهاك حقوق الإنسان في موريتانيا ومطالب بالتغيير.

 

صوتي للدولة المدنية
11/10/2013 3:39:00 PM

قبر رمزي للمؤسسات الدستورية في موريتانيا التي أجهز عليها الحكم العسكري
مساهمتي في حملة "هذا يمثلي" المناهضة لحملمة انتخابات 23 نوفمبر التشريعية 
 منذ  أيام وموقع ( فيسبوك) يخزني ويشعرني أن أحدهم يقترح علي الاعجاب بصفحة المرشح الفلاني،أو أن أحد الأصدقاء أدخلني مجموعة لدعم الحزب العلاني،ولاتتوقف عني رسائل الأصدقاء التي تطلب مني التصويت لهم شخصيا أو لأقاربهم أو معارفهم .
يحدث هذا معي،رغم أني أعلنت منذ أشهر مقاطعتي للانتخابات العسكرية الهزلية ودعوت مراراً إلى ضرورة إفشالها ورفضها، وأني رفعت منذ زمن شعار الدولة المدنية وسقوط حكم العسكر وضرورة الثورة على الظلم في وطننا، ومازلت أعمل على  تحقيق ذلك الطموح والهدف.
لم يفهم من يقترحون علي دعم المترشحون في الانتخابات العسكرية الهزلية  أنهم يزعجونني أيما إزعاج بل يجرحونني ويهينوني بكل وقاحة وصفاقة، فكيف لي أن أشارك في انتخابات تنظم من أجل الاستمرار في سحق حلمنا بدولة ديمقراطية تصان فيها كرامة المواطن ؟، وكيف لي أن أدعم مرشح يشارك في انتخابات ترسخ حكم من قفز ذات غفلة من التاريخ ووئد ديمقراطيتنا الوليدة وخرق القانون وتلذذ بإهانة الدستور والقضاء ودفن أي مقومات للدولة المدنية وشرع في تذكية النعرات القبلية والعرقية؟،كيف لي أن أشارك في انتخابات تهدف إلى تقويض الدولة ودعم القبيلة وزعمائها؟.
لم يفهم أصدقائي" المزعجين" أن مقاطعتي هي تصويت على دولة مدنية دستورية بها مؤسسات تحترم الإنسان وإرادته،دولة لا يبترز فيها الجنرالات المواطن البسيط من أجل أن يدعم مرشح النظام ويحارب في رزقه كل من يعارض الفساد ويرفضه ولا يشترط فيها الولاء للحاكم كبند أساسي للحصول على الوظائف والعيش كمواطن كامل الحقوق.
دولة يجد فيها الشهيد المشظوفي حقه ولايقتل بدم بارد عند الخروج مع رفاقه من العمال مطالبين بالعيش بكرامة ورافضين لهيمنة الشركات الأجنبية على مقدرات البلد ونهبها لعرق الكادحين .
دولة لا يلاقى  شخص فيها حتفه بسبب أن النظام قمع مسيرة احتجاجية مرت من أمام حانوت أحد أقاربه ولايفتح تحقيق ولا يعاقب أحد ،مثل ماحدث مع المواطن( الشيخ ولد المعلى ) .
دولة لا يكون  القتل بالرصاص مصير شاب خرج رافضاً للتميز كقصة الشاب لمين مانغان، دولة تقوم الدنيا فيها ولا تقعد حين تتكرر حوادث سقوط الطائرات العسكرية بسبب الإهمال..دولة تسهر فيها الحكومة على راحة المواطن وحمايته بدل قتله واحتقاره .
لم يفهم المزعجون أن مقاطعتي هي إنتصار للمهمشين والكادحين وحقهم في وطن يحتضنهم لا يلفظهم،ولم يفهموا أنهم بنظري كالسائر على جثة الديمقراطية والمؤسسات في وطننا،وأنهم يغدرون بالدولة المدنية و يطعنونها بكل وحشية،وأن دعواتهم تشعرني بالاشمئزاز والغثيان.لم يفهموا أن وطننا يحتاج لثورة وعصيان و رفض للواقع المزري وليس إلى برلمان قبلي من تفصيل العسكر وحسب مزاجهم المريض.

 

لقد انطلق الأمر من نواكشوط
10/1/2013 7:38:00 PM

صورة من الكليب
تلقيت يوم الأحد الماضي رسالة من صديق لي على تويتر مرفقة برابط لفيديو كليب موريتاني لأغنية تحمل عنوان" It started from Nouakchott"مع تنويه بالتعليقات المرافقة له والتي تحوى هجوما عنيفا على ملابس المغني والموديل (المغني يرتدي تي شيرت يحوى العلم الأميركي والفتاة ترتدي ملابس عصرية تكشف بعض أجزاء جسمها ولا تغطي رأسها ).
تابعت الفيديو وفاجئني تصويره و مستواه الفني الرائع وفرحت  كثيرا بالجهد المبذول فيه وذلك رغم التعليقات السلبية الكثيرة،وما إن انتهيت من متابعته حتى جاءني اتصال هاتفي من صديق اَخر يسألني بغضب هل الفتاة الموجودة في الفيديو"بيظانية " ؟
وبعدها بدأت في جولة بمواقع التواصل الاجتماعي لاكتشف أن الفتاة تثير سخط الكثيرين وأن النقاش على الشبكة تحول من قضية الحوار بين منسقية المعارضة  والنظام ومستقبل الاحتقان السياسي في موريتانيا ومستنقعات نواكشوط  إلى نقاش سفور بطلة الكليب ليلى مولاي.
فقد بدأ المحافظون ينتقدون الفيديو والمشرفين عليه وخاصة الفتاة واعتبروا أنه خروج عن العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة وترويج للفاحشة والرذيلة في مجتمع مسلم وأنه مؤامرة غربية ضد الشباب الموريتاني،فيما دافع عنه البعض واصفا إياه بأفضل التجارب الموريتانية في مجال الفيديو كليب وأكثرها نضجا وعبروا عن سعادتهم بخروجه إلى النور، ودافعوا عن الفتاة التي ظهرت في الفيديو واعتبروا أنها حرة في جسدها وأنه لا ينبغي محاكمة الإبداع وتقييده بتقاليد بالية متخلفة عفا عليها الزمن.
ليتطور الأمر لدعوة  من حركة لا للاباحية للتظاهر ضد الكليب ومنتجيه،وكذلك إعلانها رفع دعوى قضائية ضدهم واتهامها لهم بنشر الرذيلة في المجتمع الموريتاني .
لكن هذه الضجة كانت أفضل دعاية للكليب وللمشاركين فيه فقد انتشر على الشبكة وأصبح حديث الناس(الفيديو حقق 30 ألف مشاهدة في أربعة أيام)،وفتحت كذلك صحفة على فيسبوك لبطلته حصدت عشرات المعجبين في ساعتها الأولى لنتتجاوز1400 حتى هذه اللحظة ،إلا أن الضجة جعلتني أسأل نفسي لماذا كل هذا الصراخ رغم أنه ليس أول  كليب موريتاني تظهر فيه فتاة سافرة فقد حدث الأمر كثيراً من قبل ؟ 
وعدت لأقول لنفسي هناك شيء مختلف هذه المرة فالمغني والموديل ينتميان إلى شريحة" البيظان"أما من سبقوهم  فمن فئة الزنوج- المسلمة أيضا- وهذا هو سبب الإنزعاج والزعاق والعويل،إذن الانتصار هنا ليس للدين بل للتقاليد الحسانية ولمجتمع البيظان-إنه نفاق مجتمعي-.
قصة الفيديو هذه ذكرتني بحكاية فتاة من أصول طارقية كانت تدرس في إحدى ثانويات العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وكانت تحضر إلى الثانوية من دون أن ترتدي الملحفة وهو ماسبب الإزعاج لمدير تلك الثانوية فقرر إستدعائها وأمرها بارتداء الملحفة لأنها بيضاء و ملامحها تشبه فتيات البيظان ومن العار أن تخلع فتاة بيظانية ملحفتها وأن تخرج سافرة.
الضجة التي أثار الفيديو فتحت النقاش حول الحريات والخطوط الحمراء التي يجب أن يتوقف عندها المبدع في موريتانيا،وأنذرت ببداية الصراع بين دعاة الحرية والمحافظين بين الافكار التقدمية والتقليدية، وحول الاختلاف البين بين مكونات الشعب الموريتاني ونظرة كل منها للاَخر،وأظهرت كذلك سخافة الكثير من النخب الموريتانية التي جعلها ظهور فتاة سافرة في عمل فني تنسى أنها تعيش في دولة على مفترق طرق،عاصمتها مهددة بالغرق، ومستقبل أجيالها تحومه المخاطر بسبب سيطرة العسكر على مقاليد الحكم.
وأترككم مع  It started from Nouakchott



 

نواكشوط :المدينة المنكوبة
9/17/2013 10:11:00 AM


مياه الأمطار تقطع العلاقات بين السكان والمسجد 
مرت علي الساعات الأولى من يوم الأثنين الماضي رفقة أصدقاء لي في القهوة التونسية بعاصمتنا المنكوبة وذلك في انتظار توقف المطر لنعود إلى منازلنا،وطال الانتظار ،فالمطر لم يتوقف إلا بعد أربعة ساعات،وحين قررنا المغادرة كان للشوارع رأي آخر فكالعادة احتفظت بالماء وتحولت إلى مسابح ومستنقعات يستحيل معها التنقل والسير بأريحية،ونحن للأسف لم نكن نركب زورقا ولانملك زعانفا.
 لكن حاولنا أن نتكيف ونبحث عن مواضع يمكننا الخروج منها،وبعد عدة محاولات تأكدنا أن الوصول إلى منزل أهلي أمر مستحيل لذلك اخترنا نقطة يمكن الوصول لها والاختباء فيها حتى يظهر ضوء النهار لعل الشمس تساعد في تهذيب سطوت مياه المطر،وكان المخبأ عبارة عن مكتب لأحد الأصدقاء يطل على مستنقع نتن تعيش فيه الحشرات والكلاب دورة حياتها الطبيعية.
وفي الصباح الباكر وبعد ليلة كان بطلها البعوض والناموس والماء استطعت الوصول إلى المنزل والتحرر من قيد المستنقعات وجبروت المطر،فأنا أسكن في منطقة مازالت تعشق الماء وتحتضنه في باطنها بكل ود ودفئ عكس أغلب مناطق العاصمة التي تكره المطر.
مياه الأمطار تغمر الحالات المستعجلة في مستشفى تيارت بالعاصمة نواكشوط
قصتي هذه تحدث مع أغلب المواطنين القطانين في مدينة نواكشوط وذلك بمجرد أن تقرر السماء أن تنزل بعض دموعها على الأرض ،فالطرق غير مهيأة ولا وجود للصرف الصحي وتنعدم فيها صفات العواصم الحديث ،ولا يتوقف الأمر على استحالة التنقل في الشوارع الرئيسية لمدينة نواكشوط  بل أصبحت الأمطار تتسبب في تهجير المواطنين من منازلهم وذلك بعد أن تحاصرها المياه وتحولها إلى مستنقعات اَسنة وأيضا وبسبب الأمطار تهدمت الكثير من مصارف المنازل الصحية (أفوصات) لتختلط بمياه الأمطار لتشكل مستنقعات في الشواع الفرعية ، كل هذا يحدث في ظل تجاهل من الحكومة للقصة والمأساة وعدم قيامها بأي تصرف جدي من أجل حل هذه المعضلة ، بل أن الجنرال الذي يحكم
مواطنون يحاولون عبور أحد الشوراع (تصوير عبد الرحمن ودادي)
موريتانيا خرج وقال أن الدولة الموريتانية عاجزة عن إنشاء صرف صحي للعاصمة نواكشوط
،و كلما خرج مسئول من الحكومة يكرر أنه على المواطنين الصبر لأن فترة الأمطار لا تتجاوز الشهرين .
تجاهل الحكومة والجنرال لنكبة مدينة نواكشوط وعدم تدخلهم من أجل إنقاذ المواطنين جعل الأصوات تتعالى من أجل الخروج ضد هذا التقاعس،ومن أجل مساعدة المواطنين في محنتهم فقد أصدرت العديد من الأحزاب بيانات تطالب بإعلان نواكشوط مدينة منكوبة ،وتطالب الحكومة بالتدخل لصالح المواطنين،وطالب كذلك العديد من النشطاء بالنزول لمساعدة المتضررين والتظاهر من أجلهم ،وهو ماتم يوم أمس في مقاطعة السبخة ،حيث خرج بعض المواطنين للمطالبة بتدخل عاجل من النظام لمصلحة الأسر المتضررة من الأمطار وتم الرد عليهم بمسلات الدموع والقمع ليرد المواطنين المحتجين بحرق الإطارات.
فيديو من إحتجاجات المواطنين في مقاطعة السبخة 

قصة مدينة نواكشوط مع الغرق ليست بالجديدة فهناك أكثر من دراسة تقول أنها مهددة بالغرق بمياه البحر في ظرف سنوات قليلة وهو ما جعل الكثير من المختصين يطالبون بنقل عاصمة موريتانيا من هذه البقعة المهددة، وكذلك قصة المستنقعات التي تخلفها مياه الأمطار تتكرر كل موسم دون تدخل من النظام رغم أنه في عام 2010 أعلن أنه وقع عقدا مع شركة صينية من أجل إنشاء نظام صرف صحي في العاصمة لكن شيء لم يتغير وحرفا لم يطبق فقد تراجع النظام عن تلك الخطوة.
معاناة سكان مدينة نواكشوط من البرك والمستنقعات ماهي إلا وجه اَخر من المعاناة الأكبر،وهي العيش في فقر مدقع وتحت ظل نظام يرفض تقديم أبسط الخدمات للمواطنين،رغم أنه يحكم دولة غنية بالموارد الطبيعية من ذهب ونحاس وحديد وأسماك وسكان لا يتجاوز عددهم 3 ملايين نسمة.
أترككم مع مجموعة من الصور تظهر معاناة مدينة نواكشوط .







مياه الامطار تعيق السيارات


مستنقع المعلب الأولمبي



وهذه صور نشرها موقع enhaut.org للصورالجوية تظهر خطورة الوضع في العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وتحول مناطق منها إلى مستنقعات بسبب غياب الصرف الصحفي وهشاشة الأرض.


 

تعليقات